فينتك جيت:ريهام علي
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية حالة من الاستقرار الملحوظ خلال تعاملات اليوم السبت، وذلك بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصات العالمية.
هذا الاستقرار المحلي جاء بعد أسبوع حافل بالمتغيرات الاقتصادية والقرارات النقدية على المستوى العالمي، حيث تمكنت الأوقية من تسجيل مكاسب أسبوعية جديدة بلغت نحو 1.2%.
وتعود هذه المكاسب بشكل أساسي إلى مجموعة من العوامل المؤثرة، في مقدمتها تراجع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، بالإضافة إلى تلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باستمرار اتباع نهج التيسير النقدي، فضلًا عن تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في أكثر من منطقة حول العالم، وهي كلها عوامل عززت الطلب الاستثماري على الذهب باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة عالميًا.
تصريحات «آي صاغة» حول أداء السوق المحلية والعالمية
وفي هذا السياق، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن السوق المحلية سجلت استقرارًا نسبيًا في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم بالمقارنة مع ختام تعاملات يوم أمس.
ووفقًا لبيانات المنصة:
بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4960 جنيهًا.
سجل سعر جرام الذهب عيار 24 مستوى 5669 جنيهًا.
أما جرام الذهب عيار 18 فقد بلغ 4251 جنيهًا.
في حين وصل سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 3307 جنيهات.
بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند حدود 39,680 جنيهًا.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب بالأمس الجمعة كانت قد شهدت ارتفاعًا مقداره 50 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4910 جنيهات واختتمها عند 4960 جنيهًا. وعلى المستوى العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو 38 دولارًا، إذ بدأت التعاملات عند 3647 دولارًا قبل أن تغلق عند 3685 دولارًا.
مكاسب أسبوعية قوية للأوقية عالميًا
أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بما يعادل 42 دولارًا خلال تداولات الأسبوع، بعدما لامست أعلى مستوى لها عند 3707 دولارات للأوقية يوم 17 سبتمبر، قبل أن تستقر عند مستوى الإغلاق البالغ 3685 دولارًا.
هذه المكاسب الأسبوعية تمثل استمرارًا للموجة الصعودية التي يحققها الذهب عالميًا منذ عدة أسابيع، ما يعكس الطلب القوي والمتزايد من المستثمرين والمؤسسات المالية على المعدن الأصفر كخيار استثماري آمن.
أسبوع حافل بقرارات البنوك المركزية وتأثيرها على الذهب
وصف تقرير «آي صاغة» الأسبوع المنصرم بأنه كان أسبوعًا استثنائيًا على صعيد قرارات البنوك المركزية الكبرى، والتي ألقت بظلالها بشكل مباشر على حركة أسواق المعادن النفيسة.
فقد شهد الذهب تقلبات واضحة في الأسعار مع تباين توقعات المستثمرين بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية. ورغم هذا التذبذب، تمكن المعدن النفيس من تحقيق مكاسب أسبوعية جيدة، ما جعله يقف عند مفترق طرق جديد.
في البداية، تراجع التفاؤل بشأن احتمالية تنفيذ خفض حاد وسريع لأسعار الفائدة الأمريكية.
لكن الأسواق سرعان ما عادت لتركيزها على البيانات الاقتصادية كمحدد رئيسي للمسار القادم للفيدرالي.
هذه التطورات دعمت استمرار الزخم الصعودي للذهب للأسبوع الخامس على التوالي.
تصريحات مسؤولي الفيدرالي: الذهب يستفيد رغم التحذيرات
ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة متجهة نحو تسجيل المكسب الأسبوعي الخامس على التوالي، مدعومة بقرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، صرح بأن مخاطر سوق العمل تبرر هذا الخفض الأخير، لكنه حذر من استمرار ضغوط التضخم.
ستيفن ميران، العضو الجديد في المجلس والمعيّن من قبل الرئيس ترامب، صوّت لصالح خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، معتبرًا أن الاقتصاد يحتاج إلى معدل فائدة قريب من المستوى المحايد لدعم النمو.
مكاسب منذ بداية العام وتوقعات مستقبلية
منذ بداية العام الجاري، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 40%، وهو ما يعتبره بعض المحللين ارتفاعًا مبالغًا فيه. ومع ذلك، يرى آخرون أن السوق الصاعد للذهب ما يزال في مراحله الأولى، مدعومًا بحالة عدم اليقين العالمي وتزايد الإقبال الاستثماري على الذهب.
وتشير بعض التقديرات المتفائلة إلى إمكانية بلوغ الأوقية مستوى 4000 دولار بحلول نهاية عام 2025 أو مطلع عام 2026.
دور البنوك المركزية العالمية وتراجع الثقة في الدولار
أحد العوامل الجوهرية التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب يتمثل في استمرار البنوك المركزية العالمية في شراء المعدن الأصفر كجزء من استراتيجياتها لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار الأمريكي.
تراجع الثقة في الدولار بسبب ارتفاع الدين الوطني الأمريكي
توجه العديد من البنوك المركزية الكبرى نحو تعزيز احتياطياتها من الذهب باعتباره البديل الأكثر أمانًا في ظل التقلبات الاقتصادية.
السياسة النقدية الأمريكية بين التيسير والحذر
رسم الفيدرالي الأمريكي مسارًا أقل حدة للسياسة النقدية مقارنة بالتوقعات السابقة، حيث أشار إلى احتمالية تنفيذ خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال 2025، إلى جانب خفض آخر في 2026.
ورغم ذلك، فإن بعض المسؤولين أبدوا مواقف أكثر ميولًا للتيسير، في حين أكد آخرون، مثل كاشكاري، أنهم لن يترددوا في إيقاف سياسة الخفض أو حتى رفع الفائدة مجددًا في حال ارتفع التضخم بوتيرة مقلقة.
تحولات التجارة العالمية: الذهب بين الولايات المتحدة وآسيا
أظهرت بيانات الجمارك الأمريكية تحولات ملحوظة في حركة تجارة الذهب خلال الأشهر الأخيرة:
صادرات الذهب السويسري إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 99% في أغسطس نتيجة فرض رسوم جمركية قبل أن تتراجع الإدارة الأمريكية عن القرار في سبتمبر.
في المقابل، ارتفعت صادرات الذهب السويسري إلى الصين ثلاثة أضعاف لتسجل 35 طنًا في أغسطس 2025، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2024.
كذلك ارتفعت صادرات الذهب إلى الهند، وهو ما يعكس انتقال مراكز الطلب الاستثماري على الذهب من الغرب إلى آسيا.
جدول بيانات الأسبوع المقبل: مؤشرات مرتقبة
ينتظر المستثمرون حول العالم مجموعة من البيانات الاقتصادية بالغة الأهمية خلال الأسبوع المقبل، والتي ستسهم بشكل مباشر في تحديد مسار أسعار الذهب، ومن أبرزها:
مؤشرات مديري المشتريات العالمية الفورية من ستاندرد آند بورز.
بيانات السلع المعمرة الأمريكية.
أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
بيانات الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
وأخيرًا، مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، وهو المقياس المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي لمتابعة التضخم.
اقرا ايضا:
«آي صاغة»: سعر الذهب يتراجع… والأسواق تترقب قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم
«بنك الخليج الدولي» راعيًا ذهبيًا لمؤتمر «Money20/20» الشرق الأوسط بالسعودية
«مهند ياقوت» كبير محللي الأسواق بالشرق الأوسط يكتب: توقعات الأسواق تقود تحركات النفط والذهب