فينتك جيت: مصطفى عيد
تشهد شركتا المدفوعات العالميتان «فيزا» و«ماستركارد» تحولًا استراتيجيًا نحو عصر الذكاء الاصطناعي. بعد تسجيل نتائج مالية قوية تعكس استمرار نشاط الإنفاق العالمي وتطور صناعة المدفوعات باتجاه البنية التحتية السحابية.
نتائج مالية قوية
أعلنت «فيزا» أن إيراداتها في الربع المالي الرابع ارتفعت بنسبة 12% على أساس سنوي لتقترب من 11 مليار دولار. فيما زاد ربح السهم المعدل بنسبة 10%. كما ارتفعت أحجام المدفوعات بنسبة 9%، بينما نمت المعاملات العابرة للحدود بنسبة 11%. مدعومة بزيادة إنفاق المسافرين ذوي الدخل المرتفع ونشاط التجارة الإلكترونية.
وسجلت الشركة تدفقات نقدية حرة قاربت 6 مليارات دولار، ورفعت توزيعات أرباحها بنسبة 14%. إلى جانب إعادة شراء أسهم بقيمة تقارب 5 مليارات دولار. ورغم الأداء القوي، خصصت «فيزا» نحو 899 مليون دولار كرسوم تقاضي لمرة واحدة تتعلق بقضية مكافحة الاحتكار الخاصة برسوم التبادل في الولايات المتحدة. وهي من أطول القضايا القانونية امتدادًا منذ منتصف العقد الأول من الألفية.
أما «ماستركارد»، فقد حققت نتائج مشابهة إذ ارتفع صافي الإيرادات بنسبة 17% إلى 9 مليارات دولار، بزيادة تعادل 15% على أساس محايد للعملة. كما نما ربح السهم المعدل بنسبة 13%، وارتفع إجمالي حجم الإنفاق بالدولار بنسبة 9%، فيما سجلت المعاملات العابرة للحدود نموًا بلغ 15%.
نمو خدمات القيمة المضافة
حققت وحدة «ماستركارد» لخدمات القيمة المضافة والحلول — التي تشمل أدوات الأمن السيبراني والتحليلات وحلول التجارة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي — نموًا بنسبة 25%، متجاوزةً أداء شبكة المدفوعات الأساسية التي زادت بنسبة 12% فقط. كما ارتفعت هوامش التشغيل إلى نحو 60%، في واحدة من أعلى نسب الربحية بالقطاع المالي.
ورغم تخصيص الشركة 83 مليون دولار كمخصص تقاضي مرتبط بقضايا المسؤولية في الولايات المتحدة. فإن أدائها المالي بقي قويًا مدعومًا بعمليات متسارعة ونمو واسع في الحلول الذكية.
من شبكات البطاقات إلى السحابات المالية
كما تشهد الشركتان تحولًا لغويًا واستراتيجيًا لافتًا، إذ وصف الرئيس التنفيذي لـ«فيزا» ريان ماكنيرني الشركة بأنها «شركة فائقة التوسع عبر منظومة المدفوعات». مستعيرًا المصطلح المستخدم من قبل «أمازون ويب سيرفيسز» و«مايكروسوفت أزور» لوصف البنية التحتية السحابية.
أما «ماستركارد»، فتعتمد لغة مختلفة ولكن برؤية مشابهة، إذ يصف رئيسها التنفيذي مايكل ميباخ الشركة بأنها «شبكة متعددة القنوات لتبادل القيمة الرقمية». مشيرًا إلى بنيتها من واجهات البرمجة (APIs) وأنظمة التوكن والأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تربط البنوك وشركات التكنولوجيا المالية والحكومات حول العالم.
سباق العمود الفقري للمدفوعات
يأتي هذا التحول مع تباطؤ نمو بطاقات الدفع التقليدية وظهور شبكات المدفوعات الفورية والعملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية. كما تسعى كل من «فيزا» و«ماستركارد» لتأكيد مكانتهما كبنى تحتية مالية على نطاق سحابي عالمي، إذ تحاول «فيزا» أن تكون «AWS» قطاع المدفوعات. بينما تطمح «ماستركارد» لأن تصبح «Azure» هذا القطاع، في سباق لبناء العمود الفقري البرمجي والبياني لحركة الأموال عالميًا.
كما يعكس استخدام مصطلح «شركات فائقة التوسع» رغبة المستثمرين في رؤية هذه الكيانات بوصفها مؤسسات ذات استدامة وهيمنة طويلة الأمد. لا مجرد وسطاء في اقتصاد البطاقات القديم.
عصر المال البرمجي
في ظل بروز الذكاء الاصطناعي، وظهور البيتكوين واليوان الرقمي، وعمليات الدفع المدعومة بخوارزميات المحادثة مثل ChatGPT. يبدو أن المال نفسه يتحول إلى شكل من أشكال البرمجيات.
وفي هذا العالم الجديد، تبدو «فيزا» و«ماستركارد» بحق مثل الشركات السحابية العملاقة. أو على الأقل النسخة المالية منها في عصر التكنولوجيا المالية العالمي.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:







