مطرب «ذكاء اصطناعي شعبي» يكتسح مبيعات الأغاني في الولايات المتحدة

فنتيك جيت :وكالات

في تطور لافت يعكس تسارع تأثير الذكاء الاصطناعي في الصناعات الإبداعية، تصدّر مطرب ذكاء اصطناعي شعبي قائمة مبيعات الأغاني الرقمية في الولايات المتحدة، في خطوة وصفتها مؤسسات بحثية بأنها «تحول اقتصادي في صناعة الموسيقى الرقمية».

وذكرت بيانات مجلة بيلبورد أن أغنية “Walk My Walk” للفنان المجهول الهوية “بريكينغ راست” (Breaking Rust) احتلت المرتبة الأولى ضمن فئة موسيقى الكانتري من حيث عدد التحميلات، لتصبح بذلك أول أغنية منتجة بصوت يُشتبه في كونه مولّدًا بالذكاء الاصطناعي تصل إلى هذه المرتبة في تاريخ السوق الأمريكي.

هوية غامضة وارتباط بمشروعات ذكاء اصطناعي

ورغم إدراج اسم أوبيير ريفالدو تايلور كمؤلف للعمل، إلا أن هذا الاسم لا يملك أي سجل موسيقي معروف على الإنترنت، باستثناء ارتباطه بفرقة DefBeats AI، وهي مشروع موسيقي قائم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التأليف والإنتاج الصوتي.

ورغم عدم صدور أي إعلان رسمي من “بريكينغ راست” أو الجهة المنتجة حول استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن تحليل المواد المرئية والترويجية الخاصة بالأغنية يشير بوضوح إلى استخدام نماذج توليد الصور والفيديو المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إلى جانب غياب أي معلومات عن هوية الفنان البشرية.

تحليل تقني واحتمالات مرتفعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

اختبارات تقنية أجرتها وكالة فرانس برس باستخدام برامج متخصصة للتعرف على الموسيقى المنتجة بالذكاء الاصطناعي أظهرت أن أغنية “Walk My Walk” تحتوي على مؤشرات تتراوح بين 60% و90% لكونها مولدة بالكامل باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي الصوتي.

ويرى خبراء أن هذه النتيجة تمثل بداية موجة جديدة في سوق الموسيقى الرقمية، قد تُعيد تشكيل نماذج الإنتاج والتوزيع وحقوق الملكية، لا سيما مع دخول كيانات «افتراضية» قادرة على منافسة الفنانين التقليديين وتحقيق عوائد تجارية ضخمة دون تكاليف بشرية مباشرة.

انعكاسات اقتصادية على صناعة الموسيقى

يؤكد محللون أن نجاح “بريكينغ راست” يمثل تحوّلًا اقتصاديًا مهمًا في صناعة الموسيقى الأمريكية، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تخفض التكاليف الإنتاجية وتزيد من تنوع المحتوى وسرعة طرحه في السوق.

لكنهم في الوقت نفسه يحذرون من مخاطر تتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية والشفافية تجاه الجمهور، مع احتمال تصاعد الجدل حول ما إذا كان من العدل تصنيف مثل هذه الأعمال ضمن قوائم الأغاني التقليدية.

وبينما تستعد شركات الإنتاج والبث الرقمي لتكييف نماذج أعمالها مع هذا الواقع الجديد، يرى مراقبون أن عامي 2025 و2026 قد يشهدان طفرة في عدد الفنانين الافتراضيين الذين يعتمدون كليًا على الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يعيد رسم ملامح سوق الموسيقى العالمي خلال العقد المقبل.

تأثيرات استثمارية على شركات البث الموسيقي

يرى محللون في أسواق التكنولوجيا أن هذا الاتجاه قد يُحدث تغييرات جوهرية في نماذج الإيرادات لشركات البث الموسيقي الكبرى مثل Spotify وApple Music وAmazon Music، حيث تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إنتاج محتوى غنائي بتكاليف شبه صفرية، ما قد يؤدي إلى وفرة هائلة في المعروض الموسيقي وزيادة المنافسة على جذب المستمعين.

وقد يؤدي ذلك إلى تحول في استراتيجيات الترخيص والملكية، مع احتمال أن تستحدث المنصات تصنيفات خاصة للفنانين الافتراضيين، أو حتى تطوير أدوات ذكاء اصطناعي داخلية لتوليد موسيقى حصرية لمشتركيها.

وفي المقابل، قد تضطر الشركات إلى إعادة تقييم نماذج العائدات لضمان حماية حقوق الفنانين الحقيقيين والحفاظ على التوازن بين الإبداع البشري والموسيقى المولدة آليًا.

اقرا ايضا:

«كابجيميني»: البنوك وشركات التأمين تطلق وكلاء ذكاء اصطناعي لمكافحة الاحتيال ومعالجة الطلبات

«أمازون» تطلق أداة ذكاء اصطناعي لترجمة كتب «كيندل» فورياً إلى لغات جديدة

«سام ألتمان» يطرح رؤية ذكاء اصطناعي بتريليونات الدولارات مع إعادة هيكلة «OpenAI»

«التغير المناخي» الإماراتية و «IBM» تتعاونان لتطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة