«فوركس» : الإمارات تعزّز مكانتها الرائدة كمركز استثماري عالمي

فينتك جيت:محمد بدوي

مع اقتراب الاقتصاد العالمي من ختام عام 2025، يواجه المستثمرون مشهداً تتداخل فيه التقييمات القياسية مع تحولات في السياسات المالية وتصاعد في حالة عدم اليقين الجيوسياسي.

ووفقاً لتقرير توقعات الأسواق 2025/ 2026 الصادر عنFOREX.com ، فإن الأسواق في طريقها نحو مرحلة انتقالية حذرة تتسم بإرهاق السياسات، وتحوّلات السيولة، والانعكاسات المبكرة لولاية رئاسية أميركية ثانية.

وتقول رزان هلال محلّلة الأسواق المعتمدة في FOREX.com: “اختبرت المؤشرات الرئيسية أعلى مستوياتها منذ عقود، إلا أن الزخم يبدو في حالة تراجع. نشهد بدايات موجة تصحيحية عبر مؤشرات رئيسية، ما يشير إلى أن عام 2026 سيكون عام إعادة التوازن أكثر من كونه عام توسّع.”

وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات الأميركية الصغيرة، الممثلة بمؤشر راسل 2000، تعود لاختبار مستوى المقاومة الحرج عند 2,500 نقطة، وهو المستوى ذاته الذي سبق موجة البيع الناتجة عن التعريفات الجمركية في 2025. وتبدو المؤشرات الكبرى بدورها في حالة تباطؤ؛ فمؤشر داو جونز في حالة ثبات دون مستوى 48,000 نقطة، وناسداك يظل محدوداً تحت 26,300 نقطة، فيما يكافح مؤشر MSCI U.S لاختراق مستوى 20.50

وأضافت هلال: “رغم المكاسب الاستثنائية التي حققها قطاعا الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، فإن تقييمات شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وإنفيديا التي تجاوزت 4 تريليون دولار، دفعت المعنويات إلى مستويات مبالغ فيها.

وفي سوقٍ بات يشهد منافسة محتدمة، يمكن لتصحيح مدروس أن يعيد شيئاً من التوازن.”

وقد قفزت الأصول الملاذية خلال 2025؛ إذ سجّل الذهب مستوى قياسياً معدّلاً بحسب التضخم متجاوزاً 4,300 دولار للأونصة، وارتفعت الفضة إلى 54.30 دولار، في أقوى مستويات للدولار منذ عام 1980.

ويبدو المعدنان في مرحلة تجميع بعد موجات الصعود الحادة.

وتتوقع FOREX.com حدوث تراجعات محتملة نحو 3,500 دولار للذهب و42 دولاراً للفضة قبل استئناف الدورة الصاعدة المقبلة.
وأضافت هلال: “يعكس تراجع الزخم في الملاذات الآمنة ما نلاحظه في جميع الأصول عالية المخاطر.

لا يزال السعي الهيكلي الأساسي لحماية الأسعار من التضخم قائماً، ولكن ينبغي على المستثمرين توقع عودة التقلبات إلى طبيعتها”.

أما مؤشر الدولار الأميركي (DXY) فقد تراجع إلى خط اتجاه يمتد إلى 17 عاماً قرب مستوى 96 نقطة، تحت ضغط توقعات السياسة النقدّية المتساهلة وضعف بيانات التوظيف. إلا أن تحليلات FOREX.com تُظهر أن هذا المستوى قد يشكل منطقة دعم طويلة الأجل، ما يعزّز قوة الدولار النسبية ويحافظ على استقرار العملات المرتبطة به مثل الدرهم الإماراتي.

وفي أسواق النفط، يواصل الخام تداولاته فوق أرضية هيكلية قرب 55 دولاراً للبرميل، وهو مستوى يتماشى مع خط اتجاه يعود إلى ستينيات القرن التاسع عشر.

وقد تؤدي عملية التخفيف التدريجي لخفض الإنتاج من قبل أوبك وتفاوت الطلب العالمي إلى دفع الأسعار نحو 49 دولاراً قبل أن تستقر من جديد.

وفي خضم هذا المشهد العالمي المتحوّل، تواصل الإمارات ترسيخ موقعها كمركز مالي وابتكاري متقدم، مدعوم بتنظيمات داعمة للعملات الرقمية، واستثمارات قوية في تقنيات الرعاية الصحية، ومشاريع بنية تحتية طويلة الأمد.

وتتقاطع هذه التطورات مع توجه عالمي نحو دمج الأصول الرقمية وتعافي الطلب الصناعي بالتزامن مع الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وقالت هلال: “تجذب السياسات التقدمية للإمارات في مجال التمويل الرقمي والنمو المستدام تدفقات رأس المال الشابة. ومع استقرار أطر التجارة العالمية، نتوقع أن تشهد الاقتصادات الناشئة زخماً في 2026، خصوصاً في قطاعات الطاقة واللوجستيات والتكنولوجيا.”

ومع انتقال العالم إلى عام 2026، تتوقع FOREX.com عاماً حذراً لكنه محوري. إذ ستسهم السياسات المالية الموروثة، ودورات السيولة المعاد ضبطها، والتحولات المستمرة في هيكل أسواق الطاقة في تشكيل سلوك المستثمرين عبر مختلف فئات الأصول.
واختتمت هلال حديثها بقولها: “تشهد الأسواق انتقالاً من ردّ الفعل إلى التأمل، فعام 2026 سيكون عام الصمود لا الازدهار في ظل سعي المستثمرين للتكيّف مع المسار الاقتصادي طويل الأمد للولاية الرئاسية الثانية”.

 

اقرا ايضا:

«FOREX.com» تناقش تأثير الحروب التجارية على تقلبات الأسواق خلال «فوركس إكسبو دبي 2025»

«فوركس» : الإمارات تمضي قُدماً في توسيع البنية التحتيّة وتعزيز أسواقها المالية

«فوركس» : الإمارات تواصل مرونتها الاقتصادية رغم التوترات التجارية العالمية

«فوركس دبي 2024» يختتم فعالياته..أكثر من 18 ألف زائر و200 شركة تداول عبر الانترنت من 35 دولة