فينتك جيت: وكالات
فقدت اليابان موقعها التقليدي كقوة عالمية رائدة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، بعد تعثر مشاريع بارزة وتوقف نماذج كانت تمثل رموزًا للتقدم التكنولوجي، في وقت تسارعت فيه دول أخرى في تطوير روبوتات مدعومة بقدرات متقدمة في الذكاء الاصطناعي.
واعتمدت اليابان لعقود على الروبوتات كحل لأزمة الشيخوخة ونقص العمالة، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية، إلا أن العديد من هذه المشاريع فشل في التحول إلى منتجات تجارية مستدامة، نتيجة ارتفاع تكاليف التصنيع وضعف القدرات الذكية مقارنة بالمنافسين.
دعم صناعة الروبوتات
ومنذ عام 2013، أطلقت الحكومة اليابانية استراتيجيات وطنية لدعم صناعة الروبوتات، وضخت مليارات الينات لتمويل شركات تعمل في مجالات الرعاية الصحية والزراعة والبنية التحتية، إلى جانب تطوير روبوتات لمساعدة كبار السن في حياتهم اليومية.
غير أن نماذج شهيرة مثل «ASIMO» و«Pepper» و«Robear» و«Wakamaru» خرجت من السوق بعد عجزها عن إثبات جدواها الاقتصادية أو تقديم مستويات ذكاء تسمح بتفاعل فعال مع البشر، ما دفع بعض الشركات إلى الانسحاب من القطاع بالكامل.
التفوق الميكانيكي والهندسي
ويرجع خبراء هذا التراجع إلى تركيز اليابان على التفوق الميكانيكي والهندسي، مقابل تأخرها في تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي القادرة على التعلم واتخاذ القرار، في حين تقدمت الولايات المتحدة والصين باستثمارات واسعة في الخوارزميات والبيانات والمنصات الرقمية.
ورغم ذلك، لا تزال الحاجة إلى الروبوتات قائمة مع تسارع شيخوخة المجتمع، وسط توقعات بنمو سوق الروبوتات في اليابان خلال السنوات المقبلة، خاصة في مجالات الرعاية الطبية وإعادة التأهيل والمراقبة الصحية.
ويؤكد مراقبون أن استعادة الريادة تتطلب تحولًا استراتيجيًا نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الناشئة، وتعزيز التعاون بين الحكومة والجامعات والقطاع الخاص، مع تسريع تبني هذه التقنيات داخل القطاع الصحي ودور رعاية المسنين.









