فينتك جيت: مصطفى عيد
أصدرت شركة «إى إف جي هيرميس» تقريرها السنوي The Year Ahead 2026: At a Turning Point، مؤكدة أن قطاع الضيافة يبقى من الركائز الأساسية للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويشير التقرير إلى أن العديد من دول الخليج تعتبر هذا القطاع جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التنويع الاقتصادي بعيدًا عن النفط، مستفيدة من تعافي السياحة العالمية بعد جائحة كوفيد-19، حيث سجلت دول المنطقة أداءً قويًا في عائدات السياحة.
ويضيف التقرير أن المملكة العربية السعودية تتمتع بتوقعات نمو قوية نسبيًا في قطاع الضيافة، مع تركيزها على السياحة الدينية والسياحة التقليدية لتعزيز التنويع الاقتصادي. ويُعد هذا القطاع من أبرز قصص النجاح في استراتيجية المملكة حتى الآن. كما سيبدأ أثر قانون الملكية للأجانب الجديد في الظهور تدريجيًا، مع توقع ارتفاع الطلب الأجنبي. خاصة في المدينتين المقدستين، حيث سيأخذ شكل إيجار طويل الأجل لمدة 99 عامًا.
وأكد التقرير أن الحكومة تركز على استغلال الفرص في السياحة الدينية. مشيرًا إلى مشروع بوابة الملك سلمان الذي أعلن عنه صندوق الاستثمارات العامة في أواخر 2025. كما يشمل المشروع مساحة 12 مليون متر مربع في مكة المكرمة، بهدف استيعاب 900 ألف مصلٍ إضافي. ما يعكس طموح المملكة في توسيع الطاقة الاستيعابية للزوار.
النمو الملحوظ في عدد زوار
وأبرز التقرير النمو الملحوظ في عدد زوار العمرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تضاعف العدد تقريبًا في 2024 مقارنة بأعلى المستويات قبل الجائحة. مستفيدًا من التوسعات الكبيرة في المواقع المقدسة. وفي المقابل. كما شهد موسم الحج انخفاضًا بنسبة 9% على أساس سنوي في عدد الحجاج. مقارنة بالذروة المسجلة في 2012، مع استمرار الحاجة لتعزيز السلامة وزيادة الطاقة الاستيعابية بمشاريع مثل بوابة الملك سلمان، ما يشير إلى فرص نمو مستقبلية كبيرة.
كما أشار التقرير إلى افتتاح متنزه Six Flags ضمن مشروع القدية الضخم للجمهور في 31 ديسمبر، متوقعًا أن يعزز هذا المشروع من عروض الترفيه في المملكة ويضيف قيمة كبيرة لقطاع الضيافة والسياحة.
في مصر، ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 16% على أساس سنوي لتصل إلى 16.7 مليار دولار في السنة المالية 24/25، مع زيادة أعداد الزوار بنسبة 17% لتصل إلى 17.4 مليون زائر. كما ساهمت عوامل مثل الهدنة في غزة وافتتاح المتحف المصري الكبير في دعم نمو القطاع. ومن المتوقع أن تستمر هذه المؤشرات الإيجابية خلال السنوات المقبلة.
الإمارات الاستفادة من بيئة سياحية قوية
وفي الإمارات، استمرت الإمارات المختلفة في الاستفادة من بيئة سياحية قوية. دون تأثير ملحوظ لتصاعد الصراع الإقليمي منتصف 2025 على نشاط القطاع. كما شهدت دبي نموًا مستمرًا في أعداد الزوار بنسبة 5% لتصل إلى 15.7 مليون زائر خلال أول عشرة أشهر من العام، فيما ارتفعت نسبة الإشغال إلى 79% مقابل 77% في العام السابق. وزادت الإيرادات لكل غرفة بنسبة 9%. أما أبوظبي، فشهدت أداءً أقل قوة. حيث ارتفع عدد نزلاء الفنادق بنسبة 2.6% ليصل إلى 4 ملايين زائر خلال أول ثمانية أشهر، مع ارتفاع نسبة الإشغال إلى 79% مقارنة بـ77% في العام السابق.
في قطر، سجّل القطاع أداءً متباينًا في عام مليء بالتحديات. بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على الدوحة في سبتمبر. رغم ذلك، حقق البلد نتائج إيجابية خلال أول ثمانية أشهر من 2025. حيث ارتفع عدد الزوار بنسبة 3.1% ليصل إلى 3.3 ملايين زائر، مستفيدًا جزئيًا من استضافة كأس آسيا في وقت سابق. إلا أن أعداد الزوار انخفضت بنسبة 10% في سبتمبر، الشهر الذي شهد الهجوم. كما بعد هجوم سابق في يوليو حين أطلقت إيران صواريخ باليستية على قاعدة عسكرية أمريكية في قطر. ويتوقع التقرير عدم وجود تأثير دائم لهذه الهجمات. مع تعافي متوقع في 2026 مستفيدًا من طفرة السياحة بعد كأس العالم.
أما الكويت، فتأتي في مراحل مبكرة من تطوير قطاع السياحة مقارنة بالمملكة العربية السعودية والإمارات. كما بدأت الحكومة بتسهيل إجراءات التأشيرات السياحية وتدرس عددًا من الاستثمارات لتعزيز العروض الترفيهية. ومع ذلك، لا يزال القطاع بحاجة إلى إطار عمل متكامل ليصبح مصدرًا مهمًا للإيرادات الوطنية.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:









