الكاش لا يزال يهيمن على المدفوعات..تحديات هيكلية تُبطئ التحول إلى الاقتصاد غير النقدي في «باكستان»

فنتيك جيت: منار أسامة
يواجه مسار التحول إلى الاقتصاد غير النقدي في باكستان عقبات هيكلية مستمرة، رغم النمو المتسارع في أنظمة الدفع الرقمي خلال الفترة الأخيرة، بحسب بيانات صادرة عن القطاع المصرفي.
وأظهرت البيانات أن باكستان لا تزال من بين أكثر الدول اعتمادًا على النقد، إذ بلغ حجم النقد المتداول نحو 34% من الناتج المحلي الإجمالي حتى يونيو 2025، وهو مستوى مرتفع مقارنة بعدد من الدول الإقليمية، ويعكس اتساع نطاق الاقتصاد غير الرسمي واعتماد شريحة كبيرة من المعاملات على السيولة النقدية.
في المقابل، واصل نظام الدفع الفوري «راست» تسجيل نمو ملحوظ، حيث بلغ عدد المعرّفات المسجلة نحو 45 مليون معرّف حتى منتصف 2025، مع تنفيذ قرابة 1.3 مليار معاملة بقيمة إجمالية وصلت إلى 29.6 تريليون روبية. كما تضاعف عدد التجار الذين يعتمدون الدفع عبر رموز الاستجابة السريعة (QR Code) ليتجاوز مليون تاجر.

النمو التقني والاستخدام الفعلي

ورغم هذا التوسع، كشفت البيانات عن فجوة واضحة بين النمو التقني والاستخدام الفعلي. إذ لا يتجاوز عدد التجار المجهزين بأجهزة نقاط البيع نحو 159 ألف تاجر فقط. في حين تبلغ نسبة الحسابات المصرفية النشطة رقميا حوالي 15% من إجمالي الحسابات البنكية. ما يحد من انتشار المدفوعات غير النقدية على نطاق واسع.
وأكدت مصادر مصرفية أن تسريع التحول يتطلب خفض تكلفة المدفوعات الرقمية. وتبسيط تجربة الاستخدام، وتعزيز مستويات الأمان. كما إلى جانب تطوير نماذج تسعير تحقق التوازن بين استدامة مقدمي الخدمات وتحفيز التجار على تبني حلول الدفع الرقمية.
كما أشارت البيانات إلى أن نحو 11.5 تريليون روبية لا تزال خارج النظام المصرفي. معتبرة أن إدخال جزء من هذه السيولة إلى القنوات البنكية من شأنه دعم مستويات السيولة. وتعزيز قدرة البنوك على تمويل القطاعات الاقتصادية. بما يسهم في دفع النمو وتقليص حجم الاقتصاد غير الرسمي.
كما يعكس هذا المشهد أن باكستان، رغم التقدم اللافت في البنية التحتية للدفع الرقمي. لا تزال بحاجة إلى إصلاحات هيكلية أعمق لتقليص الاعتماد على النقد وترسيخ التحول نحو اقتصاد رقمي أكثر كفاءة وشمولًا.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: