ألمانيا توافق على استحواذ «يوني كريدت» الإيطالي على حصة استراتيجية في بنك «Commerzbank»

فينتك جيت: مصطفى عيد

في خطوة تُعد الأكبر في القطاع المصرفي الأوروبي منذ الأزمة المالية العالمية، أعلنت هيئة مكافحة الاحتكار الفيدرالية الألمانية موافقتها الرسمية على خطة ثاني أكبر البنوك الإيطالية «UniCredit» للاستحواذ على حصة رئيسية في بنك «Commerzbank» الألماني، الذي تملك الحكومة الألمانية جزءًا منه.

وكانت «UniCredit» قد كشفت العام الماضي عن حصولها على حصة تُقدر بنحو 28% من أسهم «Commerzbank»، مع خطط لرفع هذه النسبة إلى 29.9%، وهو ما يقل قليلًا عن الحد القانوني البالغ 30%، والذي يُلزم بتقديم عرض استحواذ عام كامل على البنك بموجب القوانين الأوروبية المنظمة للأسواق المالية.

تتجاوز قيمتها عدة مليارات من اليورو

وتُعد هذه الصفقة، التي تتجاوز قيمتها عدة مليارات من اليورو، أكبر عملية استحواذ مصرفي عابر للحدود في أوروبا منذ أكثر من 15 عامًا، ما يعزز مكانة الرئيس التنفيذي لـ«UniCredit»، أندريا أورسيل، كأحد أبرز صُنّاع الصفقات المصرفية في القارة، خاصة بعد أن ارتفع سهم البنك الإيطالي ستة أضعاف منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي في عام 2021.

ويُذكر أن «Orcel» سبق له العمل في مؤسسات مالية عالمية كبرى مثل «Goldman Sachs» و«Merrill Lynch»، وكان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار في «UBS» خلال معظم سنوات العقد الماضي.

10 مليارات يورو للاستحواذ على منافسه المحلي «Banco BPM»

في المقابل، أعلن بنك «UniCredit» أن عرضه غير الملزم بقيمة 10 مليارات يورو للاستحواذ على منافسه المحلي «Banco BPM» قد تعثّر، وذلك عقب فرض الحكومة الإيطالية شروطًا صارمة بموجب ما يُعرف بـ”قواعد القوة الذهبية” (Golden Power)، والتي تُخوّل للدولة التدخل في عمليات الاستحواذ التي تؤثر على قطاعات استراتيجية كالأمن المالي والطاقة.

 

وأشار البنك إلى أن القيود الحكومية الجديدة المتعلقة بإدارة السيولة، والتخارج من بعض الأصول، واستمرار أنشطته في روسيا، حالت دون المضي قدمًا في الصفقة في الوقت الحالي.

وتجدر الإشارة إلى أن «UniCredit» من بين البنوك الغربية القليلة التي لم تُغلق عملياتها بالكامل في روسيا منذ الغزو الأوكراني في عام 2022، حيث صرح «Orcel» سابقًا أنه لن يضر بمصالح المساهمين من خلال بيع أصول بأسعار غير عادلة.

نتائج مالية قياسية

ورغم ما يحققه «UniCredit» من نتائج مالية قياسية، وما ينفذه من استراتيجية توسعية طموحة عبر صفقات الاستحواذ والاندماج في القارة الأوروبية، إلا أن التحفظات السياسية والنقابية، لا سيما في ألمانيا وإيطاليا، تُلقي بظلال من الشك حول مستقبل دمج القطاع المصرفي الأوروبي.

ويؤكد مراقبون أن البيئة التنظيمية المتباينة داخل الاتحاد الأوروبي، وتردد بعض الحكومات في السماح بتكوين كيانات مصرفية عملاقة عابرة للحدود، تُعيق بناء نظام مصرفي أوروبي أكثر تكاملًا وربحية، في وقت تشهد فيه البنوك الأوروبية عوائد استثمار أقل من نظيراتها العالمية، فضلًا عن استمرار التشرذم الوطني داخل القطاع.

اقرأ ايضا:

«يونيكريدت» و«ماستركارد» يطلقان بطاقات «Mastercard Touch Card» لتعزيز الشمول المالى لضعاف البصر

«يونيكريدت» و«ماستركارد» يطلقان بطاقات «Mastercard Touch Card» لتعزيز الشمول المالى لضعاف البصر

ألمانيا تصادر أصولاً رقمية بقيمة 34 مليون يورو من منصة «eXch»

«ألمانيا» ترد على هيمنة الصين على الذكاء الاصطناعي بروبوت بشري