هل يبدأ الكساد القادم من قلب أوروبا؟
إغلاق الشركات في فرنسا وصعود الذهب فوق 4200 دولار يثيران المخاوف العالمية
بقلم: [سمير رؤوف الباحث الاقتصادي وخبير اسواق المال]
يشهد العالم هذه الأيام توترًا اقتصاديًا متصاعدًا، مع ظهور مؤشرات سلبية للاقتصاد من قلب أوروبا.
ففي فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد أوروبي، تتزايد حالات إغلاق الشركات وتراجع النمو، و علي صعيد المملكة المتحدة موجات إفلاس جديدة بين مؤسسات وتأتي مؤشرات الاقتصاد الألماني الي تباطؤ شديد
وفي الوقت نفسه، قفز سعر الذهب عالميًا إلى أكثر من 4200 دولار للأوقية، في مشهد يعكس قلق الأسواق من مرحلة اقتصادية صعبة قد تكون على الأبواب.
وتمر فرنسا بفترة اقتصادية ضعيف النمو ، و تنامي مشكلةالديون، وتراجع ثقةالمستثمرين.
العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة أغلقت أبوابها خلال العامين الماضيين بسبب ارتفاع التكاليف وضعف الطلب و
الأزمة تفاقمت مع الاضطراب السياسي الأخير بعد استقالة رئيس الوزراء الفرنسي، ما زاد من حذر الأسواق وخفّض التصنيف الائتماني للبلاد عدة مرات في فترة قصيرة.
ويحذّر خبراء من أن استمرار هذا التدهور قد يدفع فرنسا نحو ركود اقتصادي حقيقي.
إنجلترا ليست أفضل حالًا
في بريطانيا، تتزايد حالات الإفلاس بين الشركات نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وضعف حركة الشراء في السوق المحلي.
قطاعات العقارات والبناء والتجزئة تواجه صعوبات حادة، ويخشى خبراء من تراجع طويل في النمو الاقتصادي البريطاني.
وأن ضعف فرنسا وبريطانيا معًا قد يخلق ضغطًا واسعًا على الاقتصاد الأوروبي، وربما ينقل العدوى إلى أسواق عالمية أخرى.
الذهب يلمع وسط العتمة
بينما تتراجع الثقة في الأسواق، يلمع الذهب من جديد كملاذ آمن للمستثمرين.
فقد تجاوز سعر الأوقية 4200 دولار لأول مرة في التاريخ، مدعومًا بارتفاع الطلب العالمي وتوقعات بخفض الفائدة الأمريكية.
وأن هذا الارتفاع لا يعكس فقط زيادة الطلب، بل خوف المستثمرين من أزمة قادمة، خاصة مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتزايد الديون في الدول الكبرى.
هل يقترب الكساد؟
و تفاقم الأوضاع الحالية لا تعني بالضرورة انهيارًا وشيكًا، لكنها تحمل إشارات إنذار قوية.
فإذا استمر تباطؤ النمو، وتزايدت الديون، واستمر ضعف ثقة الأسواق، فإن أوروبا قد تكون بالفعل نقطة البداية لكساد عالمي جديد.
الذهب يرتفع، والشركات تغلق، والمستثمرون يبحثون عن الأمان.
العالم يراقب بحذر ما يجري في أوروبا، لأن شرارة الأزمات الكبرى كثيرًا ما تبدأ من حيث لا يتوقع أحد.
ويبقى السؤال مطروحًا:
هل يبدأ الكساد القادم من قلب أوروبا؟







