مؤسس «هولي ديسك» يروي لـ «Fintech Gate» رحلة تأسيس أول منصة للخدمات المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة
تستهدف الوصول بحجم المعاملات المالية عبر منصتها إلى 500 مليون جنيه بنهاية 2023
التقت بوابة التكنولوجيا المالية Fintech Gate، محمود موسى، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “هولي ديسك”، وهي إحدى الشركات التي عزمت على توفير الخدمات المالية وإدارة النفقات للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال خدمات التكنولوجيا المالية، إلى جانب ذلك بدأت في تقديم خدمات اشتري الآن وادفع لاحقًا BNPL للشركات أيضًا.
تشير الإحصائيات – غير الرسمية – إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر يتجاوز عددها 3.7 مليون منشأة، تمثل نحو 45% من القطاع الخاص المصري، ومازالت تواجه تحديات عديدة على مستوى الخدمات المالية وغير المالية التي تحتاجها، وهو ما قد يتيح فرصة ضخمة للشركات الناشئة أن تستفيد من هذا الاحتياج بابتكار حلولا غير تقليدية من أجل المساهمة في تنمية القطاع وفتح المجال لمزيد من الأفكار لتطبيقها على أرض الواقع.
مؤخرًا أعلنت شركة “هولي ديسك”، نجاحها في الوصول إلى حجم عمليات بقيمة 100 مليون جنيه على منصاتها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، رغم تدشينها في شهر يونيو عام 2021، وأيضًا حصولها على تمويل ما قبل التأسيس بقيمة 325 ألف دولار، في هذا الحوار مع مؤسس الشركة، نتعرف أكثر على نموذج العمل، والرحلة التي قطعتها لتصل إلى 100 مليون جنيه عمليات على منصتها، وكيف تستكمل الرحلة نحو نصف المليار الأول حسبما أفاد مؤسسها.
التأسيس.. وبذرة الشركة
يقول موسى، كنت أعمل في شركة “حالًا”، كمدير للتسويق ومن خبرتي لاحظت أن الشركات المتوسطة والصغيرة تعاني بشكل كبير في التعامل مع الموردين وصرف العُهد والبدلات وإلى ذلك من الأمور التي تواجه ببيروقراطية تؤثر في النهاية على نمو وأعمال هذه النوعية من الشركات، بسبب الوقت المُهدر، وإمكانية التلاعب بسبب التعاملات المالية التقليدية، من هنا جاءت بذرة الفكرة لشركة “هولي ديسك”، التي تعد من أوائل الشركات في المنطقة، لتساعد أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة على ميكنة معاملاتهم المالية والتحكم بها في أي وقت بسهولة، وتعزيز قدرتها على تنفيذ أي عدد من العمليات المالية بيسر من خلال المنصة التي تمتلكها الشركة.
2021 كان عام التأسيس، حيث كان العالم مازال يواجه جائحة كورونا، التي أثرت بلا شك على الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث لم تكن تمتلك هذه الشركات أنظمة تمكنها من إدارة العمل عن بعد وهو ما تسبب في إغلاق وإفلاس العديد منها، وفي هذه الفترة برزت “هولي ديسك”، التي شاركت في هاكاثون لإي يو سي فينشر لاب، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك التجاري الدولي CIB، وبدأ فريق العمل في مقابلات مع نماذج من الشركات الصغيرة والمتوسطة للتعرف أكثر على مشكلاتهم التي يمكن التعامل معها من خلال حلول “هولي ديسك”.
وفقًا لموسى فإن “هولي ديسك”، بدأت في الوقت المناسب، حيث كان هناك إقبال من الشركات الصغيرة والمتوسطة للتعامل مع الحلول التي تتيحها، وهو ما ينعكس في عدد الشركات التي تتعامل معها لتصل إلى 100 شركة تضم أكثر من 3000 موظف يستفيدون من خدمات الشركة، ومن بين الشركات التي تتعامل مع “هولي ديسك”، هي شركات توربو، وزيست، وسيستيمز، وأوتاد، ويوث، واتش في او وغيرهم.
الشركات الصغيرة والمتوسطة والقطاع غير الرسمي
وذكر مؤسس “هولي ديسك”، أن الشركة تتعامل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة المسجلة رسميًا ولديها سجل تجاري ومعاملات قانونية سليمة، لاسيما وأن الحلول التي تقدمها تتطلب الربط مع مؤسسات مالية مصرفية، لذلك ليس من المتاح أن يتم التعامل مع أي مؤسسة غير رسمية أو مسجلة في سجلات الدولة.
ويشير إلى أن الشركة تحاول التفكير باستمرار بعقلية المستفيدين من العملاء، لذلك قررت مؤخرًا أتاحت الشركة الناشئة «هولي ديسك»، لعملائها استخدام تطبيق “واتس اب” في إدارة النفقات.
وشرح موسى، كيفية استخدام الخدمة الجديدة من خلال الحساب المتاح للشركة الصغيرة أو المتوسطة على منصة “هولي ديسك”، يمتلك الموظف المسئول عن الحسابات رقم “واتس اب” مرتبط بحسابه على “هولي ديسك”، وبالتالي يمكنه الربط مع أرقام الهواتف لكافة الموظفين، ليتمكنوا بسهولة من طلب السداد والمشتريات عبر واتس اب، وذلك لتفادي نقص الخبرة وعدم قدرة بعض الموظفين على التعامل مع وسائل الدفع المتطورة.
الفاتورة الإلكترونية
لم يُصنف موسى، شركته بأنها مجرد شركة لتحويل الفواتير التقليدية الورقية إلى إلكترونية، موضحًا أن الشركة تستهدف تقديم خدمات مالية متكاملة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وميكنة المصروفات والإيرادات هي البداية، موضحًا أن العاملين في الشركات الصغيرة والمتوسطة يتعاملون يوميًا في العديد من الامور المالية التي تستلزم الصرف أو تحويل الأموال، وبدلا من استغلال الوقت في المعاملات التقليدية والمرور على أكثر من موظف لتوقيع الفواتير والصرف، يمكن بمجرد مسح الكود الإلكتروني المتاح على الفاتورة من خلال التطبيق الخاص بـ”هولي ديسك”، أن يتم التحويل على حساب العميل أو المحفظة الإلكترونية أو أي بنك آخر في مصر.
من أجل ذلك يوضح أن الشركة لا تتعامل فقط على المستوى الداخلي بين موظفي الشركة، لكن أيضًا في المعاملات المالية مع الموردين الخارجيين، ويدعمنا في ذلك توجه الدولة للفواتير الإلكترونية وأيضًا مدفوعات الضرائب والجمارك الإلكترونية، ونعمل على تحديث جديد لمنصتنا يتيح للموردين إرسال الفواتير للشركة عبر منصتنا ومتابعة الصرف بنفسه حتى تكون العمليات مميكنة 100%.
الشراكات مع البنوك
التعاون بين القطاع المصرفي والشركات الناشئة تطور بشكل كبير، وأصبحت البنوك أكثر إدراكًا بأهمية هذه الشراكات من أجل الوصول لكافة الفئات بالخدمات البنكية، لذا فإن “هولي ديسك”، تتعاون مع البنك التجاري الدولي CIB، أكبر بنوك القطاع الخاص المصري، من خلال استخدام بنيته التحتية للدفع، لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من تحويل الأموال واستلام المستحقات، سواء عبر الحسابات أو ماكينات الصراف الآلي أو المحافظ الإلكترونية.
يكشف موسى، عن عزم الشركة إصدار منتج البطاقات التي يمكن أن يستخدمها عملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة والموظفين في المعاملات المالية لإضافة أداة جديدة ضمن الأدوات المتاحة حاليًا، لكن الفكرة مازالت في مرحلة الدراسة واختيار البنك لم يتم الاستقرار عليه بعد. ويعتبر موسى، أن البطاقات البنكية هي أداة من ضمن الأدوات لكنها ليست أساسية في ظل انتشار الأدوات الأخرى الأكثر فاعلية كما أن لها العديد من السلبيات مثل ارتفاع تكلفة التشغيل والإهلاك لهذا فإن الشركة تعتبرها مكملة للخدمات الأخرى ويمكن إطلاقها خلال عام، وفقًا لما صرح به مؤسس “هولي ديسك”.
مراحل فارقة في تطور “هولي ديسك”
وفقًا لموسى، فإن الأشهر الأولى من عمل الشركة كانت فارقة بشكل كبير، فقد كانت الوقعات تميل نحو نمو منخفض وعدم إقبال من الشركات على استخدام الحلول التي تتيحها “هولي ديسك”، لكن الشركة استطاعت أن تحقق نموًا كبيرًا وأن تصل المعاملات على منصتها لأكثر من 100 مليون جنيه في أقل من عام من بدء العمل، وهو ما يعكس الطلب والاحتياج الكبير للخدمات من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الاستثمار أيضًا كان أحد الدعائم الكبيرة للشركة في فترتها الأولى، فحصولها على 325 ألف دولار كاستثمار ما قبل التأسيس، ساعدها كثيرًا على تطوير المنتجات وتوظيف المزيد من الكوادر من أجل خلق منتج يكتسب ثقة العملاء من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الموارد البشرية التي تكون على اتصال دائم مع المحاسبين وأصحاب الشركات للاطلاع أولا بأول على الحديات والتعامل معها. وصرح مؤسس الشركة، بأن الفترة الحالية تشهد التباحث مع عدد من الجهات للحصول على جولة استثمارية جديدة من أجل دعم الشركة في خططها المستقبلية.
ويتوقع أن تصل حجم المعاملات على منصة الشركة إلى نحو 500 مليون جنيه مع نهاية عام 2023، وارتفاع عدد عملاء الشركة إلى ما بين 500-600 عميل من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
نظرة للأسواق الخارجية
النمو الذي تحقق على مدار الأشهر الأولى من عمل الشركة، يدفع طموح المؤسسين نحو التوسع الخارجي، وهو ما يؤكده بالفعل موسى، الذي يشير إلى إجراءات تقوم بها الشركة للتوسع خارجيًا خاصة في المملكة العربية السعودية لكن صعوبة الإجراءات هناك مازالت تحول دون إتمام هذه الخطوة، منوهًا بأن الإمارات والكويت أيضًا ضمن خطة مستهدفات الشركة لكن الأولوية للسوق السعودي.
تحدي ال ـBNPL
أطلقت “هولي ديسك”، مؤخرًا منتج اشتري الآن وادفع لاحقًا BNPL لعملائها من الشركات رغم ما يحيط بهذا النموذج من تحديات وعلامات استفهام لاسيما على المستوى الدولي، في هذا الصدد ينوه مؤسس الشركة، بأن المنتج يسير بشكل جيد ويتم اختباره حاليًا وبالفعل هناك 20 شركة استفادت منه، ومن المتوقع أن يصدر منتج جديد مع الإصدار التحديثي لمنصة “هولي ديسك”.
يرفض موسى، أن يكون نموذج عمل “هولي ديسك”، في مجال الدفع الآن والشراء لاحقًا مشابهًا لما يحدث حاليًا للمستهلكين الأفراد، موضحًا أن الشركة تتعامل مع شركات صغيرة ومتوسطة لديها ملاءة مالية جيدة وتستخدم آلية الشراء الآن والدفع اللاحق في عملياتها الإنتاجية وتوريداتها وليس لشراء السلع الاستهلاكية كما يحدث في حالة الأفراد، وهو ما يجعل النموذج مختلفًا تمامًا. في ذات الوقت، يؤكد أن الشركة لا تنوى الاتجاه إلى الشراء الآن والدفع اللاحق للأفراد، بل تنوى التركيز على وجهتها لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة.
كلمة ختامية
في كلمته الأخيرة مع بوابة التكنولوجي المالية Fintech Gate، تمنى مؤسس “هولي ديسك”، أن تتمكن الشركة من تقديم رؤية مختلفة للخدمات المالية للشركات الصغيرة والمتوسطة، لدعم الاقتصاد الحقيقي، وتحقيق الدمج المطلوب بين الأفكار المبتكرة للشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر عصب الاقتصاد المصري.
اقرأ أيضا..