كتب: محمد متولي
أجرت شركة “كورسيرا”، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، بالتعاون مع مجموعة “يوجوف” المتخصصة بأبحاث السوق وتحليل البيانات، دراسة تشمل أكثر من 500 من قادة الأعمال وصناع القرار في دولة الإمارات بهدف الكشف عن التصورات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي وتأثيره على الشركات والقوى العاملة.
الشركات في الإمارات
وبحسب الدراسة، أبدت نسبة كبيرة قدرها 83٪ من شركات دولة الإمارات استعدادها لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها التشغيلية. بينما بدأ 82٪ من هذه الشركات فعلياً بتوظيف هذه التقنيات في خدماتها وعروضها الحالية، مع إشارة 51٪ منها إلى استخدام التقنيات بشكل مكثف في مختلف مهامهم.
علاوةً على ذلك، كشفت الدراسة أن 85٪ من قادة الأعمال يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيعيد صياغة خدمات عملائهم أو عملياتهم التشغيلية خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع اعتراف 91٪ منهم بأهميته البالغة لنمو أعمالهم.
وتؤكد استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 من جديد على مكانة دولة الإمارات كمنارة عالمية للذكاء الاصطناعي، إذ تهدف إلى استقطاب المواهب لدعم الوظائف المستقبلية، وتمويل مراكز الأبحاث والابتكار، وتطوير البنية التحتية وأنظمة البيانات المناسبة، وإرساء بيئة تشريعية متوازنة.
قادة الأعمال
وفي حين ركز قادة الأعمال في دولة الإمارات على الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين مؤسساتهم، أعربوا في الوقت ذاته عن عدة مخاوف تعتبر من أهم مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام التشغيلية، مثل فقدان الوظائف (55٪)، وخصوصية البيانات وأمنها (49٪)، وانعدام الشفافية في اتخاذ القرار (43٪).
كما بينت الدراسة أن 50٪ من قادة الأعمال يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير المهارات المطلوبة في سوق العمل. والجدير بالذكر أن 87٪ من المشاركين أكدوا أهمية امتلاك الموظفين الجدد لمهارات الذكاء الاصطناعي اللازمة. علاوة على ذلك، تعتزم 2 من كل 3 شركات شملتها الدراسة استخدام التعليم عبر الإنترنت لتحسين مهارات موظفيها ومعالجة فجوة مهارات الذكاء الاصطناعي.
تقنيات الذكاء الاصطناعى
وفي هذا السياق، قال قيس الزريبي، مدير عام شركة “كورسيرا” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “إن الاعتماد الملحوظ على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتزام شركات دولة الإمارات باحتضان هذه التقنيات التحويلية يسلط الضوء على استثمار الدولة الناجح في بناء المستقبل. وتتماشى هذه الخطوة الاستراتيجية مع جهود التحول الرقمي المستمرة، حيث تعزز من كفاءة وإنتاجية القوى العاملة بأسلوب غير مسبوق. وتؤكد دراستنا على أهمية التثقيف المستمر لكل من الموظفين والباحثين عن عمل، وتمكينهم من التكيف الاستباقي مع المتطلبات دائمة التطور لبيئة العمل الحديثة”.
ومن المتوقع أن يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً في السنوات القادمة. ووفقاً لشركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” (PwC)، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنحو 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي الوطني لدولة الإمارات بحلول عام 2030، وأن تحقق منطقة الشرق الأوسط 2٪ من إجمالي الفوائد العالمية للذكاء الاصطناعي في عام 2030، أي ما يعادل 320 مليار دولار.
دورات تدريبية
تقدم “كورسيرا” حالياً أكثر من 770 دورة تدريبية حول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مع وصول عمليات التسجيل من مختلف أنحاء العالم إلى 1.7 ملايين شخص بين يناير وأبريل 2023. وكانت الشركة قد أعلنت مؤخراً عن مجموعة من أدوات ومزايا التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك “مدرب كورسيرا” (Coursera Coach) وتطوير الدورات التدريبية بمساعدة الذكاء الاصطناعي (AI-assisted course building).
اقرأ أيضا..