المصدر:وكالات
تكبّد صندوق “رؤية” التابع لمجموعة “سوفت بنك”، خسارة سنوية قياسية، بعدما أخفق انتعاش أسواق الأسهم العالمية في الآونة الأخيرة، في تعويض الخسائر الفادحة في القيمة على مدى ثلاثة أرباع سنوية متتالية.
تكبد صندوق “رؤية” خسارة قدرها 4.3 تريليون ين (32 مليار دولار) خلال العام المنتهي في مارس 2023، مقابل خسارة بقيمة 2.6 تريليون ين في السنة المالية السابقة، وهو ما يمثل أكبر خسارة للوحدة منذ أن أطلق المؤسس، ماسايوشي صن، أول صندوق له مدعوم من السعودية وأبوظبي في عام 2017.
ارتفع مؤشر ناسداك 100 الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا، بنسبة 20% خلال الربع المنتهي في مارس، ما رفع أسعار الأسهم لبعض أكبر استثمارات “سوفت بنك”، إذ ارتفعت أسهم شركة “كوبانغ” (Coupang Inc) بحوالي 9%، وشركة “ديدي غلوبال” (Didi Global Inc) بحوالي 20% خلال الربع المنتهي في مارس. لكن معظم شركات محفظة صندوق “رؤية”، لا تزال تعاني من وطأة انهيار سوق الأسهم في العام الماضي.
كذلك، فإن العديد من الشركات الخاصة التي استثمرت فيها “سوفت بنك” لم تحقق أرباحاً بعد، وفي الوقت ذاته يظل نشاط سوق الاكتتابات العامة ضعيفاً.
قال فيكتور غاليانو، المحلل المستقل الذي ينشر على موقع “سمارت كارما” (Smartkarma): “أتبنى توقعات حذرة لبقية العام، وقد تواصل الشركات الخاصة التسبب في هبوط التقييمات”.
قال الملياردير صن، إن الشركة ستظل تركز على القطاعات الدفاعية حتى تتعافى الأسواق المالية. تعمل “سوفت بنك” على بيع عدد من أصولها في إطار ترتيب بنود ميزانيتها العامة استرضاءً للمستثمرين القلقين، كما تروّج للطرح العام الأوّلي المنتظر بشدة لشركة “أرم” (Arm Ltd).
قدم المصرفيون نطاقاً عريضاً لتقييم إدراج “أرم” يتراوح بين 30 مليار دولار و70 مليار دولار، وهو ما يعكس تحديات تقييم الشركة في ضوء تقلبات أسعار أسهم أشباه الموصلات.
قال ميو كاتو، المحلل لدى “لايت ستريم ريسيرش” (LightStream Research) الذي ينشر على “سمارت كارما”: “قصة (أرم) محورية، وتقييمها مهم، لكنه قد يكون تحت رحمة الأسواق أكثر مما ترغب (سوفت بنك)”.
وباعت “سوفت بنك” ما قيمته 7.3 مليار دولار إضافية من أسهم “علي بابا” في وقت سابق من 2023، من خلال عقود آجلة مدفوعة مسبقاً، وفقاً تحليل “بلومبرغ” لبيانات الإفصاح المقدمة إلى الجهات التنظيمية. ويرجح بهذه الخطوة أن تكون حصة “سوفت بنك” في “علي بابا” قد تقلصت إلى حوالي 3.8%.
الشهر الماضي، قالت الشركة اليابانية العملاقة إنها تخطط لبيع ذراع استثمار رأس المال الجريء اليابانية، التي هي في مرحلة مبكرة، “سوفت بنك فينشرز آسيا” (SoftBank Ventures Asia Corp)، إلى كيان بقيادة تايزو صن، الشقيق الأصغر لصن، دون الكشف عن شروط الصفقة.
مارفن لو، المحلل لدى “بلومبرغ إنتليجنس”، كتب في مذكرة بحثية الشهر الماضي، أن بيع حاضنة الشركات الناشئة يمكن أن يخفف من عبء التمويل على “سوفت بنك”، في حين أن بيع الأسهم في “علي بابا” في أعقاب خطط رائدة التجارة الإلكترونية لتقسيم أعمالها إلى ستة أجزاء، من شأنه أن يساعد في تعظيم زيادة دخل”سوفت بنك” من عملية خفض الاستثمارات.
نقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن أشخاص على اطلاع بالموضوع لم تحدد هويتهم، أن مجموعة “سوفت بنك” تقترب من إبرام صفقة لبيع مجموعة “فورتريس إنفستمنت غروب” (Fortress Investment Group) إلى شركة “مبادلة للاستثمار”، مقابل 3 مليارات دولار.
تعليقاً على الصفقة، قال جاليانو إنها قد تعزز سعر سهم “سوفت بنك”. وأضاف: “يجب أن ينصب التركيز الآن على تحقيق الربح من الاستثمارات حيثما أمكن وتقليل الرافعة المالية. نتطلع إلى إفصاح أعلى عن ديون ماسايوشي المرتبطة بالمجموعة”.
لم يعلن المستثمرون حتى الآن عن نهاية الاضطرابات التي ضربت قطاع رأس المال الجريء، في ضوء انهيار مصرفي “سيليكون فالي بنك” و”فيرست ريبابليك بنك” في الآونة الأخيرة، وهما بنكان قدما تمويلات لقطاع الشركات الناشئة.
قال كيرك بودري المحلل لدى “أستريس أدفيسوري” (Astris Advisory): “الأسواق تظل متقلبة، وآفاق صندوق (رؤية) على المدى القريب لا تزال غامضة”.