3 طرق للاستفادة من تقنيات السحابات المتعدّدة في إثراء تجربة الجماهير الرياضية

جمهور كأس العالم في الملاعب استهلك أكثر من 800 تيرابايت من البيانات

كتب:محمد بدوي

استعرضت شركة في إم وير اليوم، وعلى لسان ريتشارد بنِت رئيس الحلول والاستراتيجيات التخصصية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى الشركة، السبل التي يمكن من خلالها الاستفادة من استراتيجيات السحابة المتعددة لإثراء تجربة الجماهير التي تحضر الفعاليات الرياضية الكبرى.

ويصدُق القول إن “الرياضة لا شيء من دون الجماهير”، وقد شهدت طموحات الجماهير تطورًا كبيرًا على مدى العقد الماضي، حتى أن حضورهم المباشر في المباريات والفعاليات الرياضية الحيّة ومشاهدتها من قلب الحدث لم يعد كافيًا، إذ يجب أيضًا تغطية التجربة بالأجهزة المحمولة وعبر مجموعة متزايدة من الوسائط.

وإذا نظرنا إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، على سبيل المثال، وجدنا أن المشجعين الحاضرين لمبارياتها في الملاعب استهلكوا أكثر من 800 تيرابايت من البيانات، وهو ما يعادل 400,000 ساعة من الأفلام، ما أدّى إلى دفع شبكات الهاتف المحمول المحلية إلى العمل بأقصى الحدود الممكنة لتتمكّن من استيعاب المشاهدات الجماعية للقطات الإعادة المباشرة، ومشاركة الآخرين أهمّ اللحظات عبر منصات التواصل الاجتماعي.

إذن، ما الفائدة التي يمكن أن يحققها لجوء منظمي الأحداث الرياضية إلى استراتيجيات السحابات المتعددة، التي تقوم على استخدام خدمات سحابية من اثنين أو أكثر من مقدمي الخدمة، ما يتيح إدارة أي تطبيق عبر أية بيئة سحابة ومن أي جهاز؟

سوف نعرض هنا لأهم ثلاث حالات استخدام:

1. إتاحة رؤىً لا مثيل لها عند الطلب:

إن سحر الرياضة يظهر جليًا في عاطفة المشجعين الجيّاشة تجاه لاعبيهم وفرقهم المفضلة، لذلك نجد أن رغبتهم في الشعور بارتباطهم بالتحضيرات للمباراة، وبتكتيكات اللعب واستراتيجياته، بل والانتماء لمجتمع المشجعين، إضافة إلى ردود الفعل العاطفية الاستثنائية التي تأتي مع رغبتهم في أن يصبحوا جزءًا من مجتمع موحَّد، كل هذا يرسم مشهدًا لا تكاد تجد له مثيلًا.

إن عشاق كرة القدم وكرة الرغبي، مثلًا، يرغبون الآن في التمتع برؤية واسعة ونظرة متعمقة لكل ما يشتمل عليه يوم المباراة، بدءًا من أحدث المستجدات المتعلقة بالتدريبات والإصابات، ومرورًا بالاستعدادات النهائية قبل المباراة، وانتهاء بالتحليل الذي يعقبها. كذلك يريد أولئك المشجعون الاطلاع عبر أجهزتهم المحمولة على مشاهد مما يُعرف بـ “التلفزة الرسمية للمباريات” لمعرفة خلفيات قرارات التحكيم الرسمي، وذلك بمجرد عرضها على شاشة التلفزيون، ما يمنحهم القدرة على التحقق بأنفسهم من لقطات الإعادة والزوايا المختلفة للقطة، ومناقشتها مع نظرائهم من المشجعين.

2. بناء الثقة من خلال اللعب النظيف والإدارة الدقيقة

من المتوقع أن يحظى مستقبل تجربة المشجعين في البطولات الكبيرة، مثل كأس العالم للرغبي، بدعم واسع من خلال السحابات المتعددة، التي تدعم العديد من التقنيات في عالم الرياضة.

فمثلًا، تتصل منظومة التلفزة الرسمية لمباريات الرغبي بكاميرات متعددة في الملاعب لإتاحة أعلى درجات الوضوح واليقين بشأن حالات تشمل التحقق من تثبيت الكرة على الأرض قبل المحاولة، وعدم وجود أخطاء أو مخالفات في التحضير، والحالات التي تتطلب منح النقاط أو حذفها. هذا النظام يعمل بطريقة مشابهة لتقنية التحكيم بمساعدة الفيديو (VAR) في كرة القدم، أو “عين الصقر” hawk-eye في التنس والكريكت، وبذلك، فإنه يحسم الجدل ويُنهيه ويضمن أن الفريق الفائز جدير بالفوز حقًا، الأمر الذي يُثري تجربة المشجعين الذين سوف يطمئنون إلى القرارات الميدانية، ويتقبل الخاسرون منهم الخسارة ولو على مضض.

3. دعم إنشاء بنية تحتية سلسة للجمهور

عند دخول المشجعين إلى الملعب، غالبًا ما تتصل أجهزتهم المحمولة تلقائيًا بشبكة الإنترنت اللاسلكية العامّة (واي فاي)، الأمر الذي سرعان ما يتحوّل إلى “انقطاع” في الاتصال بالإنترنت، نظرًا لبطء شبكة واي فاي وعجزها عن التحمّل. وهنا يُحدِث استخدام شبكات 5G الخاصة تحوّلًا مهمًا في تجربة المشجعين المتصلين ويساعد في تعظيم تفاعل الخدمات العامة مع البطولات الكبيرة مثل بطولة كأس العالم للرغبي.

فإذا اتصل كل مشجّع بشبكة 5G الخاصة نفسها عند دخوله إلى الملعب، فإن كل مقعد سوف يصبح بحكم الواقع وكأنه أحد أجهزة إنترنت الأشياء، لأن الاتصالات تقدّم صورة افتراضية لعدد المشجعين الحاضرين في الملعب وأين ومتى يجلس كل منهم في مقعده، ما يدعَم إجراءات التخطيط والتنبّؤ لسعة الملعب وطريقة حساب المساحات. ولكن من وجهة نظر عملية، فإن هذا يعني أن القائمين على تنظيم بطولة كأس العالم للرغبي بوسعهم أيضًا تتبّع أعداد المشجعين الذين غادروا المباراة، ومعرفة أوقات مغادرتهم، ومتى سيكونون على وشك الوصول إلى الطرق القريبة أو استخدام وسائل النقل العام.

 

روابط ذات صلة: