بسبب التكلفة الباهظة والمخاطر الجيوسياسية..هل يتراجع الغرب عن طريق «الاقتصاد الأخضر»؟

خاص:Fintechgate

تدفع التغيرات المناخية السلبية الدول إلى التحرك لمكافحة زيادة الاحترار العالمي، لكن بعض الزعماء السياسيين حول العالم لايرغبون في مواصلة هذا المسار.

بريطانيا والاقتصاد الأخضر

وأشار تقرير لمؤسسة “رؤية” إلى ما تناولته الصحف البريطانية مؤخرا، حيث ضجّت العناوين الرئيسة للصحافة ووكالات الأخبار، بأنباء تحوّل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن بعض السياسات الصديقة للبئية، لكنّ يلفت المقال هنا أن الضغوط التي دفعت سوناك إلى ذلك تثقل كاهل جميع قادة العالم الغربي، بسبب الكلفة الاقتصادية لسياسات المناخ.

مكمن المشلكة هنا أن أكثر الساسة والمسؤولين تبنوا “فكرة تبعث على الطمأنينة” تعد بمثابة نصف الحقيقة فقط، مفادها أن المسار الصديق للبيئة، ليس جيدًا من الناحية المناخية فحسب بل أيضًا مجدٍ اقتصاديًّا.

تكلفة باهظة للاقتصاد الأخضر

وجرى الترويج لهذه التصورات على نطاق واسع، ليس هذا الطرح مغايرًا للحقيقة بقدر ما يغيب الأجزاء غير السارة منها، إذ يتجاهل أن تكاليف الانتقال تجاه “اقتصاد أخضر” باهظة للغاية.

وكشف التقرير عن وجهة نظر الأكاديمي والناشط الشعبوي، مات جودوين، والذي يرى أن عموم البريطانيين يدعمون السياسات الصديقة للبئية، لكن مع تحمل البريطانيين للكلفة المرتطبة بهذا التحول تقل النسبة إلى 16 %، حسب ما نقل عنه المقال الذي يستدرك بأن ذلك ليس بالأمر المفاجيء.
ومفسرًا ذلك أشار جودوين إلى احتجاجات ما يسمى بالسترات الصفراء التي هزت ربوع فرنسا، كانت مدفوعة بادئ الأمر بزيادة ضريبة الكربون، مشيرًا إلى تعليق أحد المحتجين “يتحدثون عن نهاية العالم، ونتحدث عن نهاية الأسبوع”.

الاقتصاد الأخضر في ألمانيا

بالنسبة لألمانيا، لم يختلف الأمر كثيرًا تسببت خطة الحكومة الألمانية في تركيب المضخات الحرارية الجديدة بدلاً عن غلايات الغاز التقليدية ما قاد لرد فعل عنيف مع الفواتير الباهظة التي تراكمت جرّاء ذلك.

وساهم ذلك في إرتفاع معدلات دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، ما قاد إلى التحول إلى استخدام المضخات الحرارية، حسب مقال فاينانشيال تايمز.

تردد الحكومات الأوروبية

مع تردد الحكومات الأوروبية في اتخاذ التدابير التي لا تحظى بشعبية سياسية كبيرة، فإن أهداف التحوّل الأخضر تواجه تحديات كبيرة وضغوطات ليست بالهينة.

من جانبها، قد تتعرض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ضغوط مماثلة لتلك التي تواجه مختلف العواصم الأوروبية، إذ أن الفلسلفة الاقتصادية لبايدن تتمثل في أن الإعانات الحكومية الأمريكية ستساعد في خلق الكثير من الوظائف الصناعية ذات الأجور المرتفعة، في مجالات الصناعات الجديدة الخضراء.

انتقاد سياسات بايدن

جراء سياسية بايدن، قد يبدو للوهلة الأولى أن الأطراف كافة رابحة، غير أن الإضراب الحالي لعمال صناعة السيارات يرجع إلى أن المخاوف من أن التحول من سيارات الوقود التقليدي إلى السيارات الكهربائية سوف يقود إلى تسريح أعداد كبيرة من العمال، وأن الوظائف الجديدة قد لا توفر نفس رواتب الوظائف القديمة.
ففي الولايات المتحدة، بدأ اليمين الشعبوي بالفعل انتقاده لسياسات صافي الصفر، ومن المرجح أن يستغلها الرئيس السابق دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية للانتخابات القادمة لعام 2024.

ماذا عن الجانب الجيوسياسي؟

من جهة الجانب الجيوسياسي، أوضح تقرير “رؤية” إلى وجود مخاطر أيضًا للتحوّل تجاه الاقتصاد الأخضر ومسار الصفر الصافي. وفي حين يُقال أن الاستغناء عن الوقود الأحفوري سوف يجعل الغرب أقل اعتمادًا على روسيا، بسبب التخلي عن الوقود الأحفوري.

لكن المشكلة، أن هذا التحوّل يجعل الغرب أكثر اعتمادًا على الصين، المنتج الأبرز عالميًّا للألواح الشمسية والبطاريات والمعادن الأرضية النادرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.