دكتور محمد راشد: المدن الذكية أصبحت أحد أهم الحلول لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية

كتب: أحمد أبو علي

صرح الدكتور محمد راشد – عضو غرفه صناعه التطوير العقاري ،أنه في ضوء تزايد الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، والتصدي لأزمة التغير المناخي، تكتسب المدن الذكية زخمًا إضافيًّا، لا سيما أنه بحسب التقديرات، تُمثل المدن ما بين 60-80% من الاستهلاك العالمي للطاقة، وتعتبر مسؤولة وحدها عن أكثر من 70% من الانبعاثات الكربونية سنويا .

وأضاف راشد أن مصطلح المدن الذكية يعني المدن التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز كفاءة العمليات والخدمات الحضرية، وتحسين نوعية حياة الأفراد، وتلبية مختلف احتياجات الأجيال، الحالية والمستقبلية، كما تعرف بأنها تجمع عمراني يرتكز على ثلاث ركائز أساسية هي: ركيزة تقنية، وركيزة اجتماعية، وركيزة بيئية، وبالتالي فهي تعد بمثابة ثلاثة مدن في واحدة وهي المدينة المعلوماتية، والمدينة المعرفية، والمدينة البيئية، ومن ثم تضم ثلاثة عناصر هي المعلومات والأفراد والبيئة ، وهي بذلك تعد كيان يتم بناؤه اعتماداً على بنية تحتية للاتصالات وتقنية المعلومات التي تمكن من إدارة المدينة بكفاءة وتعزز التنمية الاقتصادية المستدامة والابتكار. ووفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) فإن المدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية والقدرة على المنافسة وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية.

 

وعن خصائص المدن الذكية؛ قال راشد أن من أهم خصائصها تكامل البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، حيث تشمل المدينة الذكية على التقنيات التكنولوجية التي تجعلها قادرة على استيعاب أي تطور في المجال التقني لتغطية الخدمات المستقبلية ، وكذلك إدارة منظومة النقل والمواصلات والمرور من خلال مجموعة من التقنيات التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات، لدعم البنية الأساسية الذكية المستدامة، من خلال التحول نحو المدن الخضراء المستدامة ، وأيضا الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة؛ حيث تتميز المدن الذكية بمحدودية استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة إلى أدنى مستوى، لتعتمد بدلاً من ذلك على مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه.

وإستكمل راشد أن أهمية المدن الذكية تتضح في ضوء التقديرات التي تشير إلى توقع ارتفاع نسبة سكان العالم الذين يعيشون في المدن من قرابة 55% حاليًّا إلى نحو 80% بحلول عام 2050، وهو ما سيؤدي إلى مضاعفة استهلاك المواد الخام من المعادن مثل والحديد، والأسمنت من 41.1 مليار طن في عام 2010 إلى 88.8 مليار طن بحلول عام 2050، وقد يتسبب ذلك في ظهور العديد من المشكلات مثل: زيادة التلوث والانبعاثات الكربونية، وازدحام المرور، وتلوث المياه ، ولذا باتت المدن الذكية المستدامة نقطة رئيسة في السياسة العامة للدول في مختلف أنحاء العالم، لاسيما أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الكفاءة البيئية والحفاظ على الموارد وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وذلك عبر إتاحة الكثير من الابتكارات في مجالات عديدة، من قبيل: أنظمة النقل الذكية (its)، والإدارة “الذكية” للمياه، والطاقة، والمخلفات ، وبحسب مؤشر المدن الذكية لعام 2023 والذي يصدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا بالتعاون مع جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم؛ فقد بلغ عدد المدن الذكية حول العالم 141 مدينة ذكية عام 2023، وذلك مقارنة بــ 118 مدينة ذكية وفقاً لنفس التقرير لعام 2021.

وتعد أفضل 10 مدن ذكية حول العالم وفقاً لمؤشر المدن الذكية لعام 2023 ، تتصدر مدينة زيورخ في سويسرا المركز الأول، وتحل كل من أوسلو عاصمة النرويج، وكانبيرا عاصمة أستراليا المركزين الثاني والثالث على التوالي، ثم كوبنهاجن بالدانمارك في المرتبة الرابعة، ولوزان بسويسرا في المرتبة الخامسة، ولندن بالمملكة المتحدة في المرتبة الخامسة واحتلت مدينة ستوكهولم بالسويد المركز العاشر.

وإختتم راشد حديثه بأنه من المتوقع أن يتضاعف الإنفاق التكنولوجي على مبادرات المدن الذكية في جميع أنحاء العالم بين عامي 2018 و2023، ليرتفع من 81 مليار دولار أمريكي في عام 2018 إلى 189.5 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وذلك بحسب شركة “ستاتيستا لبيانات السوق والمستهلكين”، كما بلغ حجم سوق المدن الذكية على مستوى العالم بحسب “التقرير الاستراتيجي العالمي للمدن الذكية 2023” (Global Smart Cities Strategic Report 2023) نحو 998.7 مليار دولار في عام 2022. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق المدن الذكية على مستوى العالم إلى 5.2 تريليونات دولار بحلول عام 2030، ووفقاً للبحث الذي أجرته شركة “ماكنزي الأمريكية للاستشارات الإدارية”، والذي نشره موقع (TechRepublic) في يوليو 2018، فمن المتوقع أن تُسهم صناعة المدن الذكية بنحو 60% من إجمالي الناتج المحلي العالمي بحلول عام 2025.

روابط ذات صلة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.