كتب: أحمد أبو علي
صرح الدكتور محمد راشد أستاذ التنمية المستدامة ، وعضو غرفه صناعه التطوير العقاري، أن المدن الإسفنجية، هي مفهوم يستخدم لوصف نهج تخطيط المدن وتصميمها للتعامل مع التحديات المائية، مثل الفيضانات وتجمع المياه وتغير المناخ .
المدن الاسفنجية
وقال تهدف المدن الإسفنجية إلى تحسين إدارة واستخدام الموارد المائية في المدن الكبيرة والمناطق الحضرية ، كما تتضمن استراتيجيات المدن الإسفنجية استخدام التصميم المستدام والتكنولوجيا للحد من الفيضانات وتحسين جودة المياه وتخزينها واستخدامها بشكل فعال.
مواد مسامية
وأضاف راشد أن تنفيذ المدن الاسفنجية يتم من خلال استخدام مواد مسامية وتصميم الأسطح بحيث تسمح بتسرب المياه إلى التربة بدلاً من التجمع على السطح، وبذلك يتم تقليل فرص الفيضانات.
تخزين المياة المطرية
وأضاف يتم إنشاء منظومات لجمع وتخزين المياه المطرية، مثل الحواجز المائية والحدائق والبحيرات الاصطناعية، لاستخدامها فيما بعد في ري المناطق الخضراء وتلبية احتياجات المياه الزراعية والصناعية، هذا بجانب استخدام تقنيات مثل تحلية المياه وإعادة تدويرها وتنقيتها لزيادة توفر المياه العذبة وتقليل الاعتماد على المياه الجوفية، كما يتم تطوير نظم صرف فعالة وشبكات تصريف مياه الأمطار لتجنب تجمع المياه والفيضانات.
تحويل المدن
وأردف راشد بأن تنفذ العديد من البلدان مشاريع لتحويل مدنها إلى مدن إسفنجية وتطبيق مفاهيم التصميم المستدام وإدارة المياه. ومن بين الأمثلة المعروفة للمدن الإسفنجية تشمل مدينة كونشان في الصين ومدينة كوبنهاجن في الدنمارك ، حيث أن تنفيذ استراتيجيات المدن الإسفنجية يواجه عددًا من التحديات، ومن بينها:
التحديات التقنية
تطبيق تقنيات المدن الإسفنجية يتطلب استخدام تقنيات متقدمة وتحديث البنية التحتية القائمة. قد يكون هناك صعوبة في تنفيذ هذه التقنيات الجديدة وضمان توافر الموارد اللازمة لتنفيذها بشكل فعال.
التحديات المالية
تنفيذ استراتيجيات المدن الإسفنجية يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية وتكنولوجيا المياه والصرف الصحي. قد يكون من الصعب على البلديات والجهات الحكومية تأمين التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع.
التحديات المؤسسية
تنفيذ استراتيجيات المدن الإسفنجية يتطلب تنسيقًا وتعاونًا بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات المحلية، والوكالات البيئية، والهيئات البيئية، والمجتمع المحلي، والقطاع الخاص. قد يكون من الصعب تحقيق التنسيق والتعاون اللازمين بين هذه الجهات المختلفة.
التحديات الاجتماعية والثقافية
تنفيذ استراتيجيات المدن الإسفنجية يستلزم تغييرًا في سلوك المجتمع والتصورات الثقافية المتعلقة بالمياه والموارد الطبيعية. قد يحتاج التوعية والتثقيف للمجتمع المحلي والتشارك الشامل للمواطنين لتحقيق النجاح في تنفيذ المشاريع المدنية الإسفنجية.
التحديات البيئية
تنفيذ استراتيجيات المدن الإسفنجية يتطلب مراعاة الظروف البيئية المحلية والتأثيرات البيئية المحتملة. يجب تقييم التأثيرات البيئية للمشاريع وضمان الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.
وأكد راشد علي أن تجاوز هذه التحديات يتطلب التخطيط الجيد والتعاون الوثيق بين المؤسسات والجهات المعنية، بالإضافة إلى الالتزام السياسي والتمويل الكافي لتنفيذ استراتيجيات المدن الإسفنجية بشكل فعال ، وكذلك ضرورة تقييم التأثيرات البيئية للمشاريع المدنية الإسفنجية ذو أهمية كبيرة، لعدة أسباب ، لعل من أهمها:-
الحفاظ على التوازن البيئي
تقييم التأثيرات البيئية يساعد في فهم آثار المشاريع على البيئة المحيطة وكيفية التعامل معها بشكل مستدام. يهدف التصميم الإسفنجي إلى تحقيق التوازن بين النظم الطبيعية والبيئة المدنية، ويساعد التقييم البيئي في تحديد الأثر البيئي المحتمل واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على التوازن البيئي.
حماية الموارد الطبيعية
يساهم التقييم البيئي في حماية وصون الموارد الطبيعية المائية والحيوية في المنطقة المحيطة بالمشروع. من خلال تحليل التأثيرات المحتملة، يمكن تحديد التدابير الضرورية للحفاظ على جودة المياه والتنوع البيولوجي والنظم البيئية الأخرى.
التنبؤ بالمخاطر البيئية
يساعد التقييم البيئي في تحديد المخاطر البيئية المحتملة المرتبطة بالمشروع، مثل تغير نوعية المياه أو الانحسار البيولوجي أو تأثيرات على الحياة البرية. يمكن من خلال ذلك اتخاذ التدابير الوقائية والتصحيحية للحد من المخاطر وتقليل التأثيرات السلبية المحتملة.
التشريك والمشاركة المجتمعية
يمكن أن يكون التقييم البيئي أداة للتشريك والمشاركة المجتمعية، حيث يشمل استشراف آراء ومخاوف المجتمع المحلي بشأن التأثيرات البيئية المتوقعة. يمكن أن يساعد التواصل المفتوح والشفاف في بناء الثقة وتحقيق التوافق بين جميع الأطراف المعنية.
باختصار، يعزز تقييم التأثيرات البيئية للمشاريع المدنية الإسفنجية الاستدامة البيئية ويساعد في ضمان تنفيذ المشاريع بطريقة متوازنة ومستدامة من الناحية البيئية.
وأختتم راشد حديثه ، بأن هناك العديد من الأمثلة على مشاريع مدنية إسفنجية ناجحة تم تقييم تأثيراتها البيئية مثل مدينة كوبنهاجن، الدنمارك
حيث تمتلك كوبنهاجن استراتيجية إسفنجية شاملة للتكيف مع التغيرات المناخية والتحكم في الفيضانات. تم بناء مشاريع مثل “كانال ستريت” و”بلومر”، والتي تعتمد على استخدام الأحياء المائية والمساحات الخضراء لامتصاص المياه الزائدة وإدارة الفيضانات.
مدينة سينغافورة
و تعتبر سينغافورة من النماذج الرائدة في مجال المدن الإسفنجية. قدمت سينغافورة مشاريع مثل “باركس بيوسواي” و”أبوف بيوسواي”، والتي تم تصميمها لاستيعاب الأمطار وتحويلها إلى مياه صالحة للاستخدام وتوفير تهوية ومناظر طبيعية.
مدينة شيكاغو
حيث تم تنفيذ مشروع “مشروع النهر العظيم” في شيكاغو، والذي يهدف إلى تحويل نهر شيكاغو إلى نظام إسفنجي يحتوي على مساحات خضراء ومفتوحة وبحيرات صناعية لامتصاص المياه وتحسين جودة المياه.
مدينة هامبورج
تم تنفيذ مشروع “كريستوفر” في هامبورغ، والذي يعتبر أحد أكبر مشاريع المدن الإسفنجية في أوروبا. يهدف المشروع إلى تحويل منطقة تحت الأرض إلى حديقة عامة وتهدف إلى تخزين المياه وتصريفها بشكل فعال.
الروابط:
موقع «بيوت» يصدر تقرير مبيعات وإيجارات العقارات في دبي للربع الثالث من عام 2023
بدء المرحلة الثانية من تسجيل العقارات في الرياض في السجل العقاري
منصة «نوماد هومز nomad» الرقمية للعقارات تعلن عن إغلاق جولة تمويل بقيمة 20 مليون دولار
دكتور محمد راشد يكشف عدد الأجانب الذين حصلوا على الإقامة في مصر بعد شرائهم عقارات بالدولار