دكتور محمد راشد يكتب: مشروعات العمران الأخضر وصناعة الاستدامة..الوجه الأفضل للتنمية العمرانية

بقلم دكتور محمد راشد

يشير مفهوم العمارة الخضراء إلي العمران الذي يهدف إلى تصميم وبناء المباني والمجتمعات بطريقة تقلل من تأثيرها البيئي وتعزز استدامة الموارد الطبيعية. يهدف العمارة الخضراء إلى تحقيق التوازن بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمستخدمين والمجتمعات.

وتتضمن المبادئ الأساسية للعمارة الخضراء والاستدامة ما يلي:

كفاءة استخدام الموارد: يهدف العمارة الخضراء إلى تقليل استهلاك الموارد الطبيعية مثل الطاقة والماء والمواد البنائية. يتم تحقيق ذلك عن طريق استخدام تقنيات توفير الطاقة وتحسين كفاءة استهلاك المياه، واستخدام مواد صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير.

استخدام الطاقة المتجددة: يشجع العمارة الخضراء على استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية لتوليد الكهرباء وتلبية احتياجات المباني. يتم ذلك من خلال تركيب أنظمة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.

جودة البيئة الداخلية: يهدف العمارة الخضراء إلى تحسين جودة الهواء الداخلي والإضاءة والتهوية والراحة الحرارية في المباني. يتم ذلك من خلال استخدام نظام تكييف هواء صحي ونظام إضاءة طبيعي فعال ومواد بنائية غير سامة.

إدارة النفايات: تسعى العمارة الخضراء إلى تقليل إنتاج النفايات البنائية وتعزيز إعادة التدوير وإعادة الاستخدام. يتم ذلك من خلال تحسين ممارسات إدارة النفايات في موقع البناء وتشجيع استخدام مواد قابلة للتحلل وإعادة التدوير.

التخطيط الحضري المستدام: يهدف العمارة الخضراء إلى تعزيز التخطيط الحضري المستدام وتصميم المجتمعات بطريقة تعمل على تقليل اعتماد المركبات وتشجيع المشاة وركوب الدراجات وتوفير وسائل النقل العام المستدامة.

و تهدف العمارة الخضراء والاستدامة إلى تحقيق التوازن بين البيئة والاقتصاد، و تركز العمارة الخضراء على تحسين كفاءة استخدام الموارد مثل الطاقة والماء والمواد البنائية، وتعزيز جودة الهواء الداخلي وإدارة النفايات واستخدام الطاقة المتجددة.

وخلال الفتره الاخيره أولت مصر اهتمامًا متزايدًا للعمارة الخضراء والاستدامة، حيث عملت على تعزيزها في القطاع العقاري والبناء ، ويتضمن اهتمام مصر بالعمارة الخضراء ما يلي:

تشريعات وسياسات: أنشأت مصر قوانين ولوائح لتعزيز العمارة الخضراء والاستدامة. تم وضع معايير ومبادئ للبناء الخضراء وتقييم الأداء البيئي للمباني.

المشروعات الخضراء: شهدت مصر تنفيذ مشاريع تهدف إلى الاستدامة البيئية، بما في ذلك مشروعات توليد الطاقة المتجددة مثل محطات الطاقة الشمسية ومشروعات تحلية المياه باستخدام تقنيات مستدامة.

التدريب والتوعية: تعمل مصر على تعزيز التدريب والتوعية بمفهوم العمارة الخضراء والاستدامة بين المهنيين في مجال البناء والعمارة والجمهور بشكل عام.

التعاون الدولي: تشارك مصر في الجهود الدولية لتعزيز العمارة الخضراء والاستدامة، وتستفيد من التجارب والتقنيات الحديثة في هذا المجال.

كما توجهت مصر مؤخرا نحو العمارة الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة ، حيث تعد العمارة الخضراء واحدة من الأدوات المهمة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل على تلبية الاحتياجات الحالية من دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها.من خلال الاستثمار في العمارة الخضراء، تعمل مصر على تحقيق عدة أهداف تنموية وبيئية، بما في ذلك:

توفير الموارد الطبيعية: يهدف الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية في العمارة الخضراء إلى تقليل استهلاك المياه والطاقة. يتم ذلك من خلال استخدام تقنيات التوفير في استهلاك المياه والطاقة، مثل تركيب أنظمة جمع واستخدام المياه المطرية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية.

تحسين جودة الحياة: تعمل العمارة الخضراء على تحسين جودة الحياة للسكان من خلال توفير بيئة صحية ومريحة. تصميم المباني بطرق تسمح بدخول الإضاءة الطبيعية والهواء النقي وتعزيز الراحة الحرارية يساهم في تحسين صحة وراحة المستخدمين.

توفير فرص العمل: يتطلب قطاع العمارة الخضراء مهارات وخبرات جديدة، مما يعزز فرص العمل والتوظيف في هذا القطاع. توجد فرص واسعة للمهندسين المعماريين والمهندسين المدنيين والمقاولين والفنيين في مجال العمارة الخضراء.

الحد من التلوث البيئي: تعمل العمارة الخضراء على تقليل التلوث الناجم عن المباني، سواء كان ذلك عن طريق تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة أو الحد من إنتاج النفايات البنائية. يتم ذلك من خلال استخدام مواد بنائية صديقة للبيئة وتنفيذ ممارسات إدارة النفايات الفعالة.

و باعتبارها دولة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، تلتزم مصر بتعزيز العمارة الخضراء وتشجيع الممارسات المستدامة في قطاع البناء والعمران. هذا يتطلب التشريعات والسياسات الداعمة، وتعزيز التوعية والتدريب، وتوفير الدعم والتشجيع للمشاريع الخضراءة. وقد قامت مصر باتخاذ عدة إجراءات لتعزيز العمارة الخضراء، بما في ذلك:

إصدار التشريعات واللوائح: قد أصدرت الحكومة المصرية تشريعات ولوائح تشجع على استخدام التصاميم الخضراء وتعزز استخدام التقنيات المستدامة في العمارة والبناء. تشمل هذه التشريعات متطلبات للكفاءة الطاقوية واستخدام المواد البنائية الصديقة للبيئة.

توفير التدريب والتثقيف: تعمل الحكومة المصرية على توفير التدريب والتثقيف للمهنيين في قطاع العمارة والبناء، وذلك من خلال ورش العمل والدورات التدريبية التي تركز على المفاهيم والممارسات الخضراء. يهدف ذلك إلى بناء القدرات والمعرفة في هذا المجال وتمكين المهنيين من تنفيذ المشاريع الخضراء.

الدعم المالي والحوافز: تقدم الحكومة المصرية حوافز مالية وضريبية للمشاريع الخضراء، مثل تخفيضات ضريبية أو تمويل بفائدة منخفضة. يهدف ذلك إلى تشجيع المطورين والمستثمرين على اعتماد التقنيات الخضراء وتنفيذ المشاريع المستدامة.

المشاريع الخضراء النموذجية: تتبنى الحكومة المصرية تنفيذ مشاريع خضراء نموذجية، وذلك لإظهار الفوائد البيئية والاقتصادية للعمارة الخضراء. تعمل هذه المشاريع على تعزيز وعي المجتمع والشركات بأهمية الاستدامة وتعزيز التوجه نحو الممارسات الخضراء.

كما أن توجه مصر نحو مشروعات العمران الخضراء يمكن أن يحقق عدة مكاسب اقتصادية، من بينها:

توفير الطاقة: يتطلب العمران الخضراء استخدام تقنيات توفير الطاقة مثل العزل الحراري الجيد واستخدام أجهزة إضاءة فعالة من حيث استهلاك الطاقة. هذا يؤدي إلى تقليل تكاليف استهلاك الطاقة وفواتير الكهرباء، مما يوفر المال للمستخدمين والمجتمع ككل.

توفير المياه: يعمل العمران الخضراء على تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال تركيب أنظمة جمع واستخدام المياه المطرية، واستخدام أجهزة توفير المياه مثل الصنابير ذات التحكم في التدفق. يقلل ذلك من استهلاك المياه وتكاليف المياه وصرف الصرف الصحي.

تقليل تكاليف التشغيل والصيانة: المشاريع الخضراء غالبًا ما تستخدم مواد بنائية ذات جودة عالية ومتطلبات صيانة أقل. يؤدي ذلك إلى تقليل تكاليف الصيانة والتشغيل على المدى الطويل.

توفير فرص العمل: التوجه نحو العمران الخضراء يفتح أبوابًا جديدة لفرص العمل في مجالات مثل التصميم الهندسي الخضراء وتركيب أنظمة الطاقة المتجددة وإدارة المشاريع البيئية. يمكن أن تؤدي زيادة الاستثمارات في هذه القطاعات إلى توفير فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي.

تعزيز الابتكار والتكنولوجيا: يتطلب العمران الخضراء استخدام تقنيات ومواد جديدة ومبتكرة لتحقيق الاستدامة. هذا يعزز الابتكار في قطاع البناء والتشييد ويعزز التطور التكنولوجي في مجال العمارة الخضراء.

تعزيز السياحة البيئية والاستدامة: توجد فرص كبيرة لتطوير السياحة البيئية في مصر من خلال تعزيز المشاريع الخضراء والتنمية المستدامة. يمكن للمشاريع الخضراء مثل المنتجعات البيئية والفنادق الصديقة للبيئة أن تجذب السياح وتساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.

كما يمكن لشركات التطوير العقاري يمكن أن تحقق عدة مكاسب من تنفيذ مشروعات عمرانية خضراء وصديقة للبيئة، ومن بين هذه المكاسب:

زيادة الطلب: يشهد العملاء والمستهلكون اهتمامًا متزايدًا بالمشاريع الخضراء والمستدامة. يعتبر تنفيذ مشروعات عمرانية خضراء تحفيزًا للطلب، حيث يتم تلبية احتياجات وتفضيلات العملاء الذين يبحثون عن منازل ومكاتب صديقة للبيئة وتقنيات مستدامة.

التميز التنافسي: يمكن لشركات التطوير العقاري أن تحقق ميزة تنافسية عن طريق تقديم مشروعات خضراء ومستدامة. وبالتالي، فإن تنفيذ المشاريع العقارية الخضراء يمكن أن يساعد على جذب المزيد من العملاء والمستثمرين وتعزيز سمعة الشركة.

توفير تكاليف التشغيل: تكون المشروعات العقارية الخضراء عادةً أكثر كفاءة من حيث استخدام الطاقة والمياه والموارد الأخرى. يقلل ذلك من تكاليف التشغيل المستقبلية للمشروع، مما يعني توفير المال لشركة التطوير العقاري وللمقاولين والمستأجرين أو المشترين.

الفرص التجارية الجديدة: تنفيذ مشاريع عمرانية خضراء يمكن أن يفتح أبوابًا لفرص تجارية جديدة. يمكن للشركات التطوير العقاري توفير خدمات مثل تصميم البناء المستدام وتركيب أنظمة الطاقة المتجددة وإدارة المشاريع الخضراء، وبالتالي توسيع خط الأعمال وزيادة الإيرادات.

الامتثال للتنظيمات البيئية: يتزايد الضغط على الشركات للامتثال للقوانين والتنظيمات البيئية. بتنفيذ مشروعات عمرانية خضراء، يمكن لشركات التطوير العقاري تلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية وتجنب العقوبات المالية أو القانونية المحتملة.

الاستدامة الاجتماعية والبيئية: يمكن أن يساهم تنفيذ المشروعات العقارية الخضراء في تعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية. يساعد ذلك في بناء سمعة إيجابية لشركة التطوير العقاري وزيادة الثقة لدى العملاء والمستثمرين والمجتمع بشكل عام.

ومن الجدير بالذكر أن المكاسب المحتملة قد تختلف من شركة تطوير عقاري لأخرى وتعتمد على الحجم والنطاق وطبيعة المشروعات العقارية التي تنفذها الشركة. كما يجب أن يتم اتباع ممارسات البناء الخضراء والمستدامة المعترف بها عالميًا والحصول على شهادات الاعتماد المناسبة لتحقيق الفوائد المذكورة.

 

دكتور محمد راشد:

عضو غرفة صناعة التطوير العقاري باتحاد الصناعات

إقرأ ايضا:

محمد راشد: قطاع العقارات ليس الوحيد المستفيد من مبادرة تصدير العقار وبطالب بالتوسع في إطلاق الصناديق العقارية

دكتور محمد راشد يرصد مكاسب طرح شركة العاصمة الإدارية في البورصة

دكتور محمد راشد : المدن الاسفنجية نهج جديد لتحقيق الاستدامة العمرانية