بعد عام «قاتم» في 2023 لشركات التكنولوجيا المالية في بريطانيا..بورصة لندن تعول على شركات «الفنتيك» في تحفيز سوق الاكتتابات

احتمالات نجاح الاكتتابات العامة هذا العام أو حتى العام المقبل تبدو ضئيلة

كتب:محمد بدوي

شهدت شركات التكنولوجيا المالية الأوروبية عاماً قاتماً في 2023، الذي كان عاماً مليئاً بالمخاوف حيال النمو والهوامش. وتراجعت بقوة أسعار أسهم شركات المدفوعات، مثل «آدين» و«وورلدلاين»، وبات انخفاض التقييمات في عمليات جمع الأموال من القطاع الخاص هو القاعدة، أضف إلى ذلك الأداء الباهت للبنوك المدرجة في المنطقة، ومن الصعب تصديق أن شركات التكنولوجيا المالية «الفينتيك» والبنوك الرقمية في وضع جيد لقيادة إحياء سوق الاكتتابات العامة الأولية.

ومع ذلك، ثمّة آمال كبيرة هذا العام، خاصة في لندن، حيث تمتلك المملكة المتحدة مجموعة قوية من شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، التي تتمتع بالكثير من الإمكانات.

وتنتشر الشائعات، وكذلك التقارير التي أشارت إلى أن مجموعة العملات «إيبري» المدعومة من بنك «سانتاندر»، تجري محادثات لإدراج أسهمها في لندن، بقيمة ملياري جنيه إسترليني.

إن نظيرتها الواضحة، هي شركة وايز، التي دخلت السوق من خلال إدراج مباشر في عام 2021، وتبلغ قيمتها اليوم 9.2 مليارات جنيه إسترليني، وتتداول بسعر يعادل 30 ضعف الأرباح المستقبلية، وستكون ثمّة حاجة إلى تقييم مماثل لكي تصل شركة إيبري غير المعروفة إلى قيمتها السوقية المفترضة، لكن نظرة السوق لمجموعات المدفوعات تحسنت في الآونة الأخيرة، مع انحسار المخاوف حيال تحويل الخدمات إلى سلعة.

وقال فهد كونوار المحلل في ريدبيرن أتلانتيك: «المستثمرون اليوم أكثر استعداداً للمشاركة، مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، ويبدو أن السوق قد تجاوزت نقطة انعطاف من أدنى مستوياتها الأخيرة».

ومن ثم، هناك قائمة طويلة من المرشحين المحتملين، معظمهم من البنوك الجديدة، الرقمية، التي تتميز بأعداد عملاء سريعة النمو، لكن ربحيتها ضئيلة. ومع ذلك، فإن احتمالات نجاح الاكتتابات العامة هذا العام، أو حتى العام المقبل، تبدو ضئيلة، خذ على سبيل المثال «مونزو»، أكبر شركة في المملكة المتحدة ضمن هذه المجموعة: فقد جمعت 340 مليون جنيه إسترليني فقط، من قيمة سوقية تبلغ 3.9 مليارات جنيه إسترليني، من مستثمرين من القطاع الخاص، ما يوحي برغبة محدودة في اختبار السوق العامة قريباً، ولسبب وجيه، بدأت مونزو للتو في تحقيق الربحية، وتتداول البنوك البريطانية المدرجة بمضاعفات ذات أرقام أحادية.

وينطبق المنطق نفسه على الحديث عن الاكتتاب العام الأولي حول البنوك الجديدة الأخرى، مثل ستارلينج، وزوبا، وأتوم، صاحبة الأعمال الصغيرة للغاية، والأرباح الهزيلة جداً، سيحتاج أول من يختبر شهية سوق المملكة المتحدة للتكنولوجيا المالية، إلى قصة مقنعة عن النمو المربح.

ويترك هذا مجالاً أمام مقدمي خدمات «اشترِ الآن وادفع لاحقاً»، مثل زيلش وشركة كلارنا السويدية، بالإضافة إلى المتجر الشامل «ريفولت»، وتشير صراعات الأخيرة مع الحسابات المتأخرة والحصول على ترخيص مصرفي في المملكة المتحدة طال انتظاره، إلى أن الأسواق العامة لا تزال بعيدة المنال.

ويبدو أن كلارنا عازمة على الإدراج في الولايات المتحدة، وربما تحتاج شركة زيلش، التي بلغت إيراداتها 30 مليون جنيه إسترليني فقط عند آخر تقرير لها، إلى أن تصبح أكبر حجماً أولاً.

ولا ينبغي للمصرفيين أن يصيبهم اليأس، فالحجم هو العنصر المفقود للعديد من شركات التكنولوجيا المالية التي تتجه نحو الاكتتاب العام، تبدو صفقات الدمج أكثر احتمالاً من الاكتتابات العامة، مثلما تشير الأمور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.