مالك سلطان يكتب عن الاستثمار فى شركات التوظيف المتكاملة و فرص التكامل مع التكنولوجيا المالية

«إن صناعة التوظيف، تعد لاعباً رئيسياً في خفض البطالة وفرصة لتعزيز حقوق العمالة الفنية، كما تمتلك فرصا ، للنمو عند تكاملها مع الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا المالية المتنوعة»

كما أن خدمات التوظيف هي ببساطة حل يقدم لك كشركة صغيرة أو كبيرة، عند الحاجة إلى تعيين موظفين جدد، حيث تلجأ إلى شركة توظيف تقوم بتحليل احتياجاتك في مجال الموارد البشرية، وتزودك بالسير الذاتية المناسبة، وتسهّل إجراء المقابلات، وتساعدك في عملية إدماج الموظفين المختارين، وحتى تجلبهم من خارج الدولة مع استكمال جميع متطلبات التأشيرة. وعادةً ما يتولى مقدم خدمة التوظيف مسؤولية جميع الرواتب والمواصلات والتأمين الصحي، حتى تتمكن أنت كمؤسسة من التركيز على أعمالك الأساسية وتخفيف أعباء إدارة الموارد البشرية عن طريق الاستعانة بشركة توظيف متخصصة.

إمكانيات هائلة للتكنولوجيا المالية

“تخيل الآن الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا المالية في هذا المجال، حيث يمكن تسهيل عمليات دفع الرواتب إلكترونيًا، وتوفير خدمات الوصول إلى الأجور غير المستحقة، وخدمات التحويلات المالية، والقروض للأسرة مقابل الراتب المتوقع، والتأمين، والعديد من الخدمات الأخرى”.

إن صناعة التوظيف توسعت بشكل كبير على مر السنين ولديها الآن سوق بحجم تقريبي قدره 28.5 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي يبلغ 5.3% وفقًا لبيانات من IBISWorld، لكن حجم حصة الشرق الأوسط من هذه الكعكة غير معروف على وجه التحديد، ولكننا نتحدث عن منطقة، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي، التي تشهد تحويلات خارجية بقيمة 25.77 مليار دولار أمريكي في عام 2000، وقد ارتفع هذا الرقم إلى 134 مليار دولار أمريكي في عام 2021، مما يجعل المنطقة في صدارة الدول المصدرة للتحويلات الخارجية. وبالتالي، فهي منطقة تعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة، وهذا يجعلها سوقًا واعدة لشركات التوظيف.

فرص الإستثمار في شركات التوظيف بدول الخليج

هذا الأمر يخلق العديد من الفرص للاستثمار في شركات التوظيف بدول مجلس التعاون الخليجي، ومن الواضح أن أسواق رأس المال مدركة لذلك. ففي السعودية وحدها، شهدت إدراج ثلاثة عروض عامة أولية لشركات توظيف، وهي “محارة” و”موراد” و”سامكو”. وقد شهدت جميع الشركات الثلاث ارتفاعًا في أسهمها بأكثر من 60% بعد الإدراج، حيث تم إدراج “سامكو” قبل أيام قليلة وارتفع سهمها بنسبة 24% في اليوم الأول، وتجاوزت قيمتها السوقية بشكل صحي للغاية.

وتحذو الكويت حذو السعودية أيضًا، حيث دخلت “مجموعة بيوت للاستثمار” السوق مؤخرًا بعرض عام أولي، وهو الأول في الكويت منذ عامين. توفر “بيوت” فرص عمل لأكثر من 12 ألف مواطن، ويتجاوز إجمالي عدد الموظفين الذين خدمتهم 8000 موظف، وذلك عبر خدمة قطاعات مختلفة في الحكومة والنفط والاتصالات والرعاية الصحية. يتم عرض أسهم “بيوت” بسعر ربحية سهم متوقع أقل من 13، وهو سعر جذاب للغاية مقارنة بتقييم الشركات المماثلة في السعودية.

الكويت وفرص واعدة

ومع تركيز معظم المستثمرين على المملكة العربية السعودية، قد تكون الكويت فرصة مهملة، حيث إن التقييم أقل من السعودية، كما يبدو أن المنافسة في مجال التكنولوجيا المالية أقل عندما يتعلق الأمر بالتكامل مع شركات التوظيف.

 

كاتب المقال:

مالك سلطان، الشريك المؤسس في DisrupTech Ventures

لينكدإن: https://www.linkedin.com/in/malek-sultan-58a6441b/

 

مقالات إخرى للكاتب:

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.