كتب: مصطفى عيد
أكدت ليندا روتنبرج، الرئيس التنفيذي لشركة إنديفور، على ضرورة تخصيص رأس مال طويل الأجل للأنظمة البيئية الناشئة، مشيرة إلى أن نيجيريا ومصر وفيتنام تعد من أبرز الأسواق الواعدة خلال السنوات الخمس إلى العشرة المقبلة.
وأضافت روتنبرج في تصريحات نقلها موقع techcrunch.com أن صناعة رأس المال المخاطر شهدت تحولاً عالميًا مع توزيع الاستثمارات على الشركات الناشئة خارج الولايات المتحدة بشكل متزايد ففي عام 2022، استحوذت الشركات الناشئة خارج الولايات المتحدة على أكثر من 50% من الاستثمارات العالمية، مقارنة بنحو 80% قبل عشرين عامًا.
وتعتبر إنديفور من أبرز المؤسسات الداعمة للشركات الناشئة حول العالم، حيث عملت مع أكثر من 1500 شركة في أكثر من 40 دولة، ويضم صندوق إنديفور كاتاليست الاستثماري المشترك أكثر من 50 شركة وحيد القرن، حيث استثمرت في أكثر من 300 شركة في 30 دولة.
كما شهدت أنشطة الاستثمار في رأس المال المخاطر تراجعًا بنسبة 38% على أساس سنوي، مما أدى إلى انخفاض عدد الشركات وحيد القرن وتباطؤ عمليات إبرام الصفقات، فضلاً عن انسحاب المستثمرين العالميين من الأنظمة البيئية الناشئة.
وأدى هذا التراجع إلى حالة من عدم الاستقرار لدى أصحاب المصلحة في هذه الأنظمة، حيث يعاني العديد منها من نقص المستثمرين المحليين القادرين على المشاركة بتمويلات كبيرة، كما أن معظم المستثمرين المحليين باتوا يتعاملون بحذر مع الصفقات.
وأكدت ليندا روتنبرغ على أهمية توفير رأس المال طويل الأجل للأنظمة البيئية الناشئة، مشيرة إلى أن إنديفور تتميز برؤيتها طويلة الأمد لدعم الشركات الناشئة، الأمر الذي يعزز ثقة المستثمرين والمؤسسين.
وتلعب إنديفور كاتاليست دورًا مهمًا في دعم الشركات الناشئة من خلال المشاركة في جولات التمويل الكبيرة، حيث تستثمر ما يصل إلى 2 مليون دولار في الجولة الواحدة، وذلك بعد أن تمر الشركة الناشئة بمرحلة الاختيار الدقيقة التي تضمن جودتها.
تؤكد روتنبرغ على الدور المحوري الذي يلعبه رواد الأعمال السابقين في بناء بيئة الشركات الناشئة، حيث تشرح كيف أن خروج موظفين تنفيذيين سابقين من شركات ناشئة لم تنجح ليس نهاية المطاف، بل هو بداية جديدة لظهور شركات ناشئة أخرى، وتضيف أن دعم رواد الأعمال والمراهنة عليهم بغض النظر عن نجاح أو فشل مشاريعهم السابقة هو أحد أسرار نجاح وادي السليكون.
وتتميز إنديفور عن غيرها برؤيتها طويلة الأجل واستعدادها لمشاركة رواد الأعمال في رحلتهم. فهم على الأرض معهم، ولا يخافون من تقلبات العملات المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يمتلكون شبكة قوية من 600 فرد على مستوى العالم، ما يتيح لهم فهم الأسواق المختلفة ورؤية الأنماط العالمية.
وتسلط روتنبرغ الضوء على أهمية رأس المال المحلي في دعم الشركات الناشئة في مراحلها الأولى ومع ذلك، فهي تقر بأن جذب المستثمرين العالميين أمر ضروري لتمويل الشركات الناشئة في مراحل النمو المتقدمة. وتشير إلى أن إنديفور تعمل على جانبين:
• بناء القدرات المحلية: تشجع إنديفور إنشاء صناديق استثمار محلية قوية قادرة على تمويل الشركات الناشئة في مراحلها الأولى.
• جذب المستثمرين العالميين: تعمل إنديفور على جذب المستثمرين من الأسواق العالمية مثل الولايات المتحدة ولندن وسنغافورة ودبي إلى الاستثمار في الأسواق الناشئة الواعدة، مثل نيجيريا ومصر وفيتنام.
وتعتبر روتنبرغ أن نيجيريا ومصر وفيتنام من بين أكثر الأسواق الناشئة الواعدة خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وتدعو المستثمرين العالميين إلى اغتنام الفرصة في هذه الأسواق قبل فوات الأوان، حيث من المتوقع حدوث عمليات خروج ناجحة لشركات ناشئة كبرى خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتنتقد روتنبرغ الشروط الصارمة التي يفرضها بعض المستثمرين المحليين في أفريقيا على الشركات الناشئة، وتدعو إلى صياغة شروط استثمار أكثر ملاءمة وودية لرواد الأعمال، ترى روتنبرغ أن الشروط القاسية قد تؤدي إلى إحباط رواد الأعمال وتقوض فرص نجاح الشركات الناشئة على المدى الطويل.