فينتك جيت: مصطفى عيد
شهدت تحويلات المغتربين الأفارقة ارتفاعًا غير مسبوق في عام 2024، لتُصبح مكونًا حيويًا لدعم القوة الاقتصادية للقارة السمراء. وكما هو متوقع، أظهرت البيانات أن مصر كانت الوجهة الأولى لهذه التدفقات النقدية، حيث استقبلت أعلى مبلغ من التحويلات بقيمة 22.7 مليار دولار بحسب تقرير لمنصة “جلوبال ساوث وورلد” الدولية.
جاءت نيجيريا في المرتبة الثانية بنحو 19.8 مليار دولار، تلتها المغرب بـ 12 مليار دولار. وأكملت كينيا وغانا قائمة الدول الخمس الأولى، بتحويلات بلغت 4.8 مليار دولار و 4.6 مليار دولار على التوالي، مسجلتين معدلات نمو سنوية قوية.
تُقدم التحويلات المالية من المغتربين فوائد اقتصادية مباشرة وفورية للعائلات والمجتمعات المحلية، مما يميزها عن مصادر التمويل الخارجية الأخرى. عادةً ما تُموّل هذه الأموال تكاليف حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية، وتدعم مبادرات المشاريع الصغيرة عندما تكون الخدمات العامة غير كافية.
وفي عام 2023، تلقت الدول الأفريقية 100 مليار دولار من التحويلات، وهو ما شكّل حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة. وتُظهر تقارير “البنك الدولي” أن تدفقات التحويلات تجاوزت المساعدة الإنمائية الرسمية، التي بلغت 42 مليار دولار، كما فاقت الاستثمار الأجنبي المباشر الذي وصل إلى 48 مليار دولار.
شهدت أفريقيا زيادة في تدفقات التحويلات بنسبة 57% خلال العقد الماضي، بينما انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 41% في نفس الفترة.
يُعزى اتساع الفجوة في التحويلات إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، إلى جانب الهجرة المناخية والتفاوتات في الدخل العالمي. ومع استمرار هذه الاتجاهات، ستلعب التحويلات دورًا مركزيًا في استراتيجيات التنمية الأفريقية.
تتوافق هذه البيانات مع تقرير “بنك التنمية الأفريقي” (African Development Bank) حول الأداء الاقتصادي والتوقعات الكلية، والذي يسلط الضوء على أسرع 10 اقتصادات نموًا في أفريقيا بين عامي 2025 و2026.
من المتوقع أن ينمو اقتصاد السنغال، ثاني أكبر اقتصاد في القارة، بنسبة 8.6% بفضل مشروع “غراند تورتو أهميم” (Grand Tortue Ahmeyim) للغاز. بينما احتلت أوغندا، التي تحتل المركز التاسع في قائمة الدول المستقبلة للتحويلات، المرتبة الثالثة بين أسرع الاقتصادات الأفريقية نموًا بمعدل 7.2%.
اقرأ ايضا:
المركزي المصري: تحويلات العاملين بالخارج تسجل أعلى مستوى فصلي على الإطلاق بالربع الرابع 2024