مركز «الملاذ الآمن»: أسعار الفضة تتجاوز 40 دولارا للمرة الأولى منذ 2011
الجرام يسجل 66 جنيهًا في السوق المصرية
فينتك جيت:ريهام علي
سجلت أسعار الفضة قفزة قوية في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، بعدما كسرت الأوقية حاجز 40 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 2011، وسط تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار الطلب الاستثماري والصناعي على المعدن الأبيض.
أداء السوق المحلية والعالمية
أظهر تقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن السوق المصرية شهدت ارتفاعًا في أسعار الفضة، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 53 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 61 جنيهًا، وعيار 999 قرابة 66 جنيهًا، بينما صعد جنيه الفضة (عيار 925) إلى 488 جنيهًا.
عالميًا، ارتفع سعر الفضة بنسبة 2.6% ليسجل 40.75 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ 2011، ليرفع مكاسبه منذ بداية العام إلى نحو 40%، كما قفز الذهب بنسبة 1.2% ليتداول دون مستوياته القياسية الأخيرة فوق 3500 دولار للأوقية. وخلال السنوات الثلاث الماضية، تضاعفت أسعار المعدنين مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتجارية.
السياسة النقدية الأمريكية وضغوط ترامب
جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتوقعات قوية بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب منتصف سبتمبر، خاصة مع مؤشرات ضعف سوق العمل الأمريكي، ومن المرجح أن يضيف تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة ضغوطًا جديدة تدفع البنك المركزي لاتخاذ مسار أكثر تيسيرًا.
في السياق ذاته، أثارت انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسات الفيدرالي مخاوف إضافية بشأن استقلالية البنك المركزي، بعد قراره إقالة ليزا كوك، عضو مجلس المحافظين، في قضية ما زالت أمام القضاء.
عوامل داعمة إضافية
إلى جانب ذلك، ساهمت عدة تطورات في دعم أسعار المعادن:
ضعف الدولار الأمريكي بما يعزز القوة الشرائية في الأسواق الناشئة، وتوسع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة للفضة للشهر السابع على التوالي، واستمرار شحّ المعروض في مراكز التداول بلندن، مع بقاء أسعار الإيجار (تكلفة اقتراض المعدن) مرتفعة عند 2%.وإدراج الفضة في قائمة المعادن الأساسية التي قد تخضع لرسوم جمركية أمريكية مستقبلًا.
تحركات الاستثمار المؤسسي
شهدت الأسواق تدفقات مؤسسية لافتة، دخول صندوق هارفارد الاستثماري بحصة كبيرة في صندوق SPDR Gold، أكبر صندوق مدعوم بالذهب عالميًا، واستثمار البنك المركزي السعودي 30.5 مليون دولار في صندوق iShares Silver Trust، ونحو 10 ملايين دولار في Global X Silver Miners ETF.
جاذبية الفضة مقارنة بالذهب
رغم أن الذهب يظل المعدن المفضل للبنوك المركزية، يرى محللون أن الفضة تقدم قيمة نسبية أكبر، فقد تراجعت نسبة الذهب إلى الفضة من أكثر من 104 في أبريل الماضي إلى نحو 86 حاليًا، مقارنة بمتوسط تاريخي يتراوح بين 50 و60، كما يتمتع المعدن الأبيض بدور صناعي واسع يشمل الطاقة الشمسية والإلكترونيات والمركبات الكهربائية، وهو ما يقلص المعروض العالمي مقارنة بالذهب الذي يظل استخدامه الصناعي محدودًا.
الطلب العالمي والاستثمارات المادية
بحسب معهد الفضة الدولي، ارتفع الاستثمار المادي في الفضة بنسبة 34% منذ بداية 2025، مقابل 28% للذهب و18% للبيتكوين.
الولايات المتحدة: تظل أكبر سوق عالمي، لكن الطلب على السبائك الجديدة تراجع في 2025 إلى أدنى مستوى منذ 7 سنوات.
الهند: ثاني أكبر سوق، مع طلب تراكمي بلغ 840 مليون أوقية بين 2010 و2024، وحيازات المنتجات المتداولة ارتفعت 51% خلال 2025.
ألمانيا: ثالث أكبر سوق يهيمن عليه الطلب على العملات الفضية، مع توقعات تعافٍ جزئي (+25% عن 2024).
أستراليا: شهدت نموًا سريعًا منذ 2019 بدعم بيئة ضريبية مشجعة.
توقعات البنوك الاستثمارية
توقّع محللو مورجان ستانلي أن تدعم تخفيضات الفائدة المرتقبة وضعف الدولار وارتفاع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة مكاسب المعدنين.
وأشاروا إلى إمكانية ارتفاع الذهب بنسبة 10% إضافية، بينما الفضة مرشحة لتجاوز توقعاتهم الحالية.
كما رجح سيتي بنك أن تتجاوز الفضة مستوى 46 دولارًا بحلول الربع الثالث 2025، مع توقعات بأن يتخطى الطلب العالمي على المعدن 1.2 مليار أوقية هذا العام، مما يعزز مكانته كأحد أهم المعادن الاستثمارية والصناعية في آن واحد.
اقرا ايضا:
«الملاذ الآمن»: أسعار الفضة تقترب من أعلى مستوى في 14 عامًا وسط ضغوط الدولار وتوقعات خفض الفائدة
«شعبة الذهب» المصرية: استراتيجية جديدة لدعم صناعة «الفضة» المحلية ومواجهة الاستيراد
أسعار «الفضة» تسجل قفزات تاريخية عالميًا.. وتدفع السوق المحلي للصعود
«الملاذ الآمن»: الفضة تتراجع محليًا وترتفع عالميًا: فرص استثمارية واعدة رغم التقلبات