3 بنوك أمريكية أفلست في إسبوع..العملات المشفرة والفائدة العامل المشترك

تتجاوز قيمتها 333 مليار دولار

تقرير:محمد نور
شهدت الأيام القليلة الماضية التي لم تتجاوز إسبوعا واحدا، الإعلان عن إفلاس 3 بنوك أمريكية تتجاوز قيمتها السوقية 333 مليار دولار، هي سيليكون فالي بنك svb بقيمة بلغت 212 مليار دولار، وسيجنتشر بنك Signature Bank بقيمة بلغت 110 مليار دولار وسبقهما سيلفرجيت Silvergate Capital بقيمة 11.5 مليار دولار.
فيرست ريبابليك بنك
ويبدو أن في الطريق خلال الأيام القليلة المقبلة بنكا رابعا هو “فيرست ريبابليك بنك First Republic Bank” الأمريكي الذي فقد أكثر من 60% من قيمته بحسب وكالة بلومبرج العالمية للأنباء رغم تأكيدات البنك على موقف السيولة، ورغم تحرّك المُقرض الأمريكي لمحاولة تهدئة المخاوف بشأن السيولة بعد انهيار “سيلكون فالي بنك”.
ترجع القصة سريعا إلى نوفمبر الماضي، عندما أعلن عن إنهيار إمبراطورية رائد الأعمال الشاب سام بانكمان-فريد، للعملات المشفرة وهي إمبراطورية تأسست على منصة “FTX”، ثاني أكبر منصة تداول عملات مشفرة في العالم، التي أعلنت إفلاسها وخسرت مليارات الدولارات في غضون أيام قليلة.
حينها انهار عالم الكريبتو وصناعة التشفير، ليكمل أحداث سنة صعبة على الصناعة، وليفقد كثير من المتداولين ثقتهم في العملات المشفرة بالكامل، والآن تستمر تبعات انهيار منصة “FTX” والخسائر الضخمة التي تكبدها السوق، وهذه المرة مع انهيار بنك “سيلفرجيت” (Silvergate)، وهو أقدم وثاني أكبر بنك يخدم صناعة العملات المشفرة.

إنهيار سيلفرجيت
وبعد مرور أقل من 3 أشهر، أعلنت الشركة القابضة “سيلفرجيت كابيتال” عن تصفية بنكها “سيلفرجيت” وإنهاء أعماله، إذ ذكرت الشركة في بيانها أنه في أعقاب آخر تطورات الصناعة واللوائح التنظيمية، ترى سيلفرجيت أن الإنهاء التدريجي المنظم لعمليات البنك والتصفية الطوعية هما أفضل مسار للمُضي قُدما”. ما تعنيه الشركة بجملة “آخر تطورات الصناعة” بالطبع هو انهيار إمبراطورية “FTX”، والخسائر الناتجة عنها.
رائد العملات الرقمية سام بانكمان-مؤسس “FTX” وألاميدا ريسرش، كان أحد أهم وأكبر عملاء بنك “سيلفرجيت” منذ بدايات تأسيس شركاته، وفي بداية شهر فبراير الماضي فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا حول دور بنك “سيلفرجيت” فيما حدث من تبادل للأموال بين الشركتين، وهي العملية التي كانت أساس انهيار إمبراطورية سام بانكمان-فريد.

وبمجرد انهيار إمبراطورية بانكمان، أصبح من الواضح أن بنك “سيلفرجيت” يعاني بشدة، حيث قرر البنك في يناير2023، تسريح 40% من قوته العاملة، سبقها بإعلان خسارة صافية تقارب مليار دولار، بعد خوف عملاء البنك من أحداث منصة “FTX”، واندفاعهم لسحب أموالهم بما يُقدَّر بنحو 8.1 مليارات دولار لتنخفض ودائع البنك بنسبة 68% وتصل إلى 3.8 مليارات دولار في غضون 3 أشهر فقط ولكي يغطي البنك عمليات السحب المفاجئة اضطر لبيع أصوله التي يملكها، ومنها سندات الخزانة بقيمة 5.2 مليارات دولار.

التحول نحو الكريبتو
بدأ بنك “سيلفرجيت” متخصصا في التمويل العقاري، وفي عام 2014، دخل البنك إلى عالم البتكوين، ولاحت أمام “سيلفرجيت” فرصة كبيرة في هذا القطاع في وقت لم تكن معظم البنوك الأخرى راغبة حتى في الاقتراب منه، بل إنها كانت تغلق حسابات العملاء من الأفراد إذا وجدت أنهم ينقلون الأموال من أو إلى منصات تداول العملات المشفرة.
ورأى بنك “سيلفرجيت” في هذا الوضع فرصة يمكن استغلالها، ليصبح بالنسبة للعديد من شركات العملات المشفرة واحدا من المصادر القليلة التي توفر دخول وخروج الدولارات بسهولة، وبعد ثماني سنوات، إنهار كل شئ.
وعلى صعيد بنك سيليكون فالي، فقد كان يصنف في المرتبة 16 في الولايات المتحدة الأمريكية بنهاية العام الماضي، بأصول بلغت نحو 209 مليارات دولار، لكن أسباب عديدة تضافرت لانهيار البنك الذي يتركز على قطاع التقنية ومنها صناعة التشفير والكريبتو ، وكان السبب الأوضح هو خطوات البنك الفيدرالي الأمريكي العنيفة نحو رفع أسعار الفائدة منذ العام الماضي، التي دمرت بيئة عمل الشركات الناشئة التي يخدمها البنك بالأساس.

نفس المصير
وقد واجه بنك “SVB” الأزمة نفسها التي واجهها بنك “سيلفرجيت”، وهي الذعر المصرفي، إذ يواجه عملاء البنك السابقون، سواء كانوا منصات تداول العملات المشفرة أو شركات تقنية ناشئة، تحديات وأزمات مالية ضخمة هذه الأيام، ولهذا اتجهوا لسحب أموالهم بسرعة من البنوك، ومع ارتفاع نسبة الفائدة أصبحت أصول البنك في خطر، لأنها تُباع بأقل من قيمتها، ولهذا يخسر البنك أمواله.
وكما أعلن “سيلفرجيت” عن خسارة مليار دولار من بيع الأصول في الربع الأخير من العام الماضي، خسر بنك “SVB”، الذي يملك ميزانية عمومية أكبر، نحو 1.8 مليار دولار أثناء تصفية أصوله، وفي كلتا الحالتين، شكلت سندات الخزانة الأمريكية جزءا كبيرا من عمليات التصفية الخاسرة.

بنوك التكنولوجيا
ويرى محللون أن انهيار بنوك تدعم التكنولوجيا ، مثل بنك “سيلفرجيت” وبنك “SVB”، قد يسبِب أزمات أكبر في صناعة التقنية، مثل استمرار تعثر الشركات الناشئة ماليا، والمزيد من عمليات تسريح الموظفين المستمرة منذ فترة في قطاع التقنية، وانهيار أكبر في قطاع العملات المشفرة، وغيرها من الأزمات.
وعلى ما يبدو فإننا سنشهد أزمة محتملة قادمة قريبا لصناعة التقنية كلها، لأن التمويل بدأ يتراجع من الأساس بسبب الأزمة الاقتصادية ورفع أسعار الفائدة، والآن مع انهيار تلك البنوك لن تجد شركات التقنية حلولا أخرى سوى تقليل إنفاقها أكثر، أو أن تُنهي أعمالها بالكامل.
وللكشف عن حجم تأثير الكريبتو أو صناعة التشفير فإن شركة سيركل للعملات المشفرة، فشلت في سحب 3.3 مليار دولار من احتياطياتها البالغة 40 مليار دولار في بنك سيليكون فالي الذي قدم خدمات مالية للعديد من شركات المشاريع التي تركز على التشفير.

الإنكشاف على العملات المشفرة
وبحسب موقع «كوين تليجراف»، يدت المخاوف بشأن عملة USDC المشفرة في أواخر هذا الأسبوع لأن Circle العاملة في مجال العملات المشفرة كشفت في أحدث تدقيق لها أنه اعتبارًا من 31 يناير تم الاحتفاظ بـ 8.6 مليار دولار، أو ما يقرب من 20 ٪ من الاحتياطيات في العديد من المؤسسات المالية، بما في ذلك Silvergate التي تم إفلاسها مؤخرًا وسيليكون فالي.
وقال المتحدث باسم شركة Circle أن SVB هو واحد من ستة شركاء مصرفيين يستخدمه Circle لإدارة ما يقرب من 25٪ من احتياطيات العملات المشفرة المحتفظ بها نقدا.

بنك سيجنتشر

وبالنسبة لبنك سيجنتشر فيعد البنك بحسب بلومبرج ثاني بنك صديق للعملات المشفرة يفشل في أقل من أسبوع، فقد وجهت منصة (LedgerX)، وهي منصة مشتقات تشفير، توجيهاً للعملاء في وقت سابق بإرسال برقيات التحويلات المحلية إلى “سيجنتشر” بدلاً من “سيلفرجيت” بعد إفلاس الأخيرة.
وامتدادا لتلك الأزمات المتتالية، فقد “فيرست ريبابليك بنك” (First Republic Bank) نحو 60% من قيمته السوقية في بورصة نيويورك، وجاء الهبوط بعد أن قال البنك في بيان في وقت متأخر أمس الأحد إن بحورته أكثر من 70 مليار دولار سيولة غير مُستغَّلة لتمويل العمليات، من خلال اتفاقيات شملت الاحتياطي الفيدرالي و”جيه بي مورجان”.

 

روابط ذات صلة:
بـ جنيه إسترليني واحد .. بنك HSBC يستحوذ على أعمال سيليكون فالي في بريطانيا
فاينانشيال تايمز: مستثمر إماراتي يسعى للاستحواذ على وحدة بنك SVB في بريطانيا
عاجل.. بعد إفلاس بنك سيليكون فالي..إغلاق Signature bank الأمريكي
المركزي المصري: البنوك المصرية ليس لها ودائع أو تعاملات مع “سيليكون فالي ”