احمد شحاته يكتب..الاستثمار في العقار..وصناعة القيمة المضافة علي المدخرات

بقلم:أحمد شحاته

لكل دوله ظروف اقتصادية مختلفة ومتنوعة ، هذا بالإضافة الي اختلاف الموروثات الثقافية والاجتماعية ، والتي بلاشك تشكل قرار الاستثمار داخل أي مجتمع ، وتكون عاملا حاكما في تحديد وجهته الاستثمارية، كما تمكنك قراءه التاريخ من معرفة الرغبات الادخارية والاستثمارية لأي شعب داخل أي دولة.

وفي مصر علي وجه التحديد ومن قراءه التاريخ ، تستطيع أن تري وبوضوح أن علاقة المصريين بالعقار ليست مجرد اعتبار العقار محفظة استثمارية يتم الإدخار بها من خلال شراء العقار لحفظ قيمه الأموال ، انما هي علاقة بنيت علي الثقة وأن شراء العقار علي إختلاف نوعه يعد تحوطا قويا ضد تقلبات الزمن والأوضاع الاقتصادية علي المدي المتوسط والطويل، ولعل تلك الثقة مابين المصريين ورغبتهم الدائمه في الاستثمار والادخار في العقار، هي ماجعلت العقار الوجهه الاولي للادخار والاستثمار للمصريين.

واستمرت تلك العلاقة خلال الازمنه الماضية والتي كان شكل وطبيعة المنتج العقاري في السوق المصري محدودة وليست بها بدائل متنوعة، واستمر هذا الامر حتي عام 2014 ، ومنذ أن توجهه مصر نحو عصر جديد لبناء نهضتها العمرانية، وراحت الدوله تقتحم ملف المدن المستدامة ومدن الجيل الرابع والتي بلاشك أثرت السوق العقاري المصري، وصنعت بدائل متعددة ومتنوعة أمام المصريين.

وبدأنا نري أشكال جديدة ومختلفة من المنتجات العقارية داخل السوق المصري لم تكن موجوده من قبل مثل المنتج العقاري الفندقي ، وبناء ناطحات السحاب والابراج الشاهقة ، وهو ماتوفر من خلال إنشاء المدن الجديدة كالعاصمة الإدارية والعلمين الجديده والجلالة ، وأصبح التحدي الآن أمام الراغب في الإستثمار العقاري في مصر ليس في توفر المنتج العقاري او ندرته ، انما أصبحت المفاضلة الأن في تحديد الأولوية الأمثل لشراء أي نوعيه من العقارات واي منها تحقق معدلات عائد مرتفعة وسريعة ، فأصبحت وجهات الراغب في الإستثمار في المفاضلة بين المنتج العقاري السكني أم التجاري أم الإداري أم الفندقي.

وسنتناول من خلال هذا المقال تحليل جدوي الإستثمار في العقارات السكنيه ومكاسبه المحققة مقارنة بالتكاليف ،حيث إن الاستثمار في العقارات السكنية يمكن أن يكون مربحًا إذا تمت دراسة السوق واتخاذ القرارات المناسبة، وهناك عدة طرق يمكن أن يحقق بها الاستثمار في العقارات السكنية أرباحًا، وذلك من خلال:

أولا – الاستثمار في العائد الإيجاري: يمكن شراء عقار سكني وتأجيره للمستأجرين، وبذلك تحقيق دخل شهري من الإيجارات.

تعتمد ربحية الاستثمار على مدى توفر الطلب على الإيجارات في المنطقة وسوق الإيجار المحلي ومدى قدرة العائد الإيجاري على تغطية نفقات العقار وتحقيق عائد إيجابي.

ثانيا – الاستثمار في الزيادة في قيمة العقار: يمكن للاستثمار في العقارات السكنية أن يحقق ربحية من خلال زيادة قيمة العقار على المدى الطويل. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تحسينات وتجديدات في العقار، أو بسبب زيادة الطلب على العقارات في المنطقة.

ثالثا– الاستثمار في البيع بالتجزئة: يمكن شراء العقارات السكنية بأسعار منخفضة وإعادة بيعها بأسعار أعلى بعد إجراء تحسينات عليها. يتطلب هذا النوع من الاستثمار القدرة على تحديد العقارات ذات القيمة القابلة للتحسين وإدارة عمليات الشراء والتجديد والبيع بفعالية.

و مع ذلك، يجب مراعاة بعض التحديات والمخاطر المحتملة في استثمار العقارات السكنية، مثل تقلبات سوق العقارات ومشاكل المستأجرين والصيانة الدورية للعقار.

ومن المهم أيضًا البحث والتحليل الدقيق للسوق المحلية ، وبكل تأكيد فإن المدن الجديده كا مشروع العاصمه الاداريه الجديده علي وجه التحديد استطاعت ان تحقق قيمة مضافة على المنتج العقاري، وبشكل خاص العقار السكني، يمكن أن يكون لها عدة تأثيرات إيجابية، ولعل ذلك تحقق من خلال توافر عده عوامل بمشروع العاصمه الاداريه الجديده مثل :-

البنية التحتية المتطورة:

تم تصميم العاصمة الإدارية الجديدة بتوجه حديث وتخطيط مستدام، مما يعني أن المنتجات العقارية السكنية في المنطقة تتمتع ببنية تحتية متطورة. وجود البنية التحتية المتكاملة مثل الطرق والمرافق العامة والخدمات الأساسية يجعل العقارات السكنية أكثر جاذبية للمستثمرين والمشترين

الإمكانيات التجارية والتوظيف:

توجد في العاصمة الإدارية الجديدة فرص تجارية ووظيفية كبيرة. وجود الشركات والمؤسسات الحكومية والمقرات الدبلوماسية والمرافق العامة المتنوعة يساهم في جذب سكان جدد وزيادة الطلب على العقارات السكنية في المنطقة.

التخطيط الحضري المبتكر:

تم تصميم العاصمة الإدارية الجديدة لتكون منطقة حضرية مبتكرة، تحتوي على مناطق سكنية متكاملة تضم مجمعات سكنية حديثة، مع وجود مساحات خضراء ومرافق ترفيهية. هذا يوفر بيئة معيشية مريحة وجذابة للسكان.

القيمة العقارية المتوقعة:

يشهد سوق العقارات في العاصمة الإدارية الجديدة نموًا مستمرًا، مما يعزز القيمة العقارية للعقارات السكنية في المنطقة، قد يتم تحقيق عائدات رأس المال المرتفعة عند بيع العقار في المستقبل.

وعلي الرغم من كل ماسبق فأنه يجب مراعاة أن تحقيق العائد المرتقب يتطلب دراسة دقيقة لسوق العقارات في العاصمة الإدارية الجديدة، والتحليل الاقتصادي والمالي للاستثمار المحتمل.

وفي ذات السياق ، عند النظر إلى العائد المرتقب للاستثمار في العقارات السكنية في العاصمة الإدارية الجديدة، يجب أن تؤخذ بعض العوامل في الاعتبار التي قد تؤثر على العائد المحتمل ، لابد من مراعاه بعض العوامل حول العائد المحتمل من الاستثمار في العقار السكني

وهي :-

الطلب على السكن:

يعتبر الطلب على السكن في العاصمة الإدارية الجديدة عاملاً مهمًا في تحقيق العائد المرتقب.

يجب أن يكون هناك طلب قوي على العقارات السكنية من قبل السكان المحليين والمستثمرين. قد تؤثر العوامل مثل التوظيف والنمو السكاني والتوسع العمراني في مدى الطلب على السكن في المنطقة.

التوجهات الحكومية:

يمكن أن تؤثر التوجهات الحكومية والسياسات العامة على العائد المرتقب للاستثمار في العقارات السكنية في العاصمة الإدارية الجديدة. على سبيل المثال، قد تتبنى الحكومة سياسات دعم السكن أو إجراءات لتعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة، مما قد يعزز الطلب على العقارات السكنية ويؤثر إيجابًا على العائد المرتقب.

التطورات العقارية:

يمكن أن تؤثر التطورات العقارية الحالية والمستقبلية على العائد المرتقب. على سبيل المثال، توفر المشاريع العقارية الجديدة مرافق وخدمات متنوعة مثل المدارس والمستشفيات والمراكز التجارية والمناطق الترفيهية، وهذا يزيد من قيمة العقارات السكنية ويمكن أن يؤثر إيجابًا على العائد المرتقب.

التطورات العقارية القادمة:

يجب أيضًا أن تنظر إلى التطورات العقارية المخطط لها في المستقبل في العاصمة الإدارية الجديدة.

قد تؤثر هذه التطورات في تقدير العائد المرتقب، حيث يمكن أن توفر فرصًا للنمو والزيادة في القيمة.

و مع ذلك، يجب أن تتذكر أن العائد المرتقب يعتمد على العديد من العوامل المتغيرة والمحددة لكل حالة عقارية فردية. يوصى بالتعاون مع مستشار عقاري محلي أو خبير في السوق للحصول على تقييم محدد للفرصة الاستثمارية وتحليل العائد المرتقب قبل اتالاستثمار. يمكن أن يقدموا لك معلومات أكثر تفصيلاً حول السوق العقارية المحلية والاتجاهات الحالية والتوقعات المستقبلية.

وفي سياق المقارنه حول أولويات الاستثمار في أي نوعيه من العقارات، المقارنة بين الاستثمار في العقارات السكنية والتجارية والإدارية والفندقية تعتمد على عدة عوامل واعتبارات ، إليك مقارنة بسيطة لبعض الجوانب المهمة لكل نوع من العقارات:

أولا- العقارات السكنية:

الطلب علي العقارات السكنية : حيث يستهدف السكان والأفراد الذين يبحثون عن مساكن للعيش فيها. الطلب على العقارات السكنية غالبًا ما يكون مستقرًا ويمتد على المدى الطويل.

العائد المالي:

قد يكون العائد المالي أقل مقارنة بالعقارات التجارية والإدارية والفندقية، ولكنه عادةً أكثر استقرارًا وأمانًا.

الإدارة:

يمكن أن تكون إدارة العقارات السكنية أكثر بساطة، خاصة إذا تم تأجيرها لمدة طويلة. ومع ذلك، قد يتطلب إدارة العقارات التأجيرية مجهودًا إضافيًا فيما يتعلق بالصيانة والتأجير المستمر.

العقارات التجارية:

الطلب:

العقارات التجارية تستهدف الشركات والأعمال التجارية. الطلب يمكن أن يكون متقلبًا بعض الشيء حسب الأسواق والصناعات المحلية.

العائد المالي:

قد يكون العائد المالي أعلى مقارنة بالعقارات السكنية، خاصة إذا تم استئجارها لمشاريع تجارية ناجحة. ومع ذلك، قد يكون هناك مخاطر أعلى وتكاليف إضافية للصيانة وإدارة العقارات التجارية.

التعاقدات:

قد يكون هناك تعاقدات طويلة الأجل مع المستأجرين التجاريين، مما يزيد من الاستقرار المالي للمستثمر.

العقارات الإدارية:

الطلب:

العقارات الإدارية تستهدف الشركات والمؤسسات الحكومية، وهناك طلب مستدام على مثل هذه العقارات في المراكز الحضرية والمناطق التجارية.

العائد المالي:

قد يكون العائد المالي مرتفعًا، خاصة إذا تم استئجارها لفترات طويلة ومع عقود ثابتة. ومع ذلك، قد تكون التكاليف الأولية لشراء وتجهيز العقارات الإدارية أعلى بعض الشيء.

المستأجرين: قد يكون هناك طلب مستمر على العقارات الإدارية من الشركات والمؤسسات الحكومية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى استقرار أكبر في التأجير والعائد المالي.

العقارات الفندقية:

الطلب: العقارات الفندقية تعتمد على الطلب السياحي والسفر والضيافة. قد يكون الطلب على الفنادق متقلبًا بعض الشيء، وخاصة في فترات الاقتصاد الضعيف.

العائد المالي: قد يكون العائد المالي مرتفعًا، خاصة في الأماكن السياحية الشهيرة وفي فترات الطلب العالي. ومع ذلك، قد تكون هناك تكاليف عالية للصيانة وإدارة الفنادق.

العمليات اليومية:

يتطلب تشغيل الفنادق إدارة مستمرة ومهارات خاصة في الضيافة والخدمات الفندقية.

يجب أن تأخذ في الاعتبار أن هذه المقارنة مبسطة وتعتمد على العديد من العوامل المتغيرة مثل الموقع الجغرافي وحالة السوق العقارية المحلية والاقتصاد العام. يوصى دائمًا بإجراء دراسة تفصيلية للسوق وتحليل تكاليف وعوائد كل نوع من العقارات قبل اتخاذ قرار الاستثمار. قد يكون من الأفضل العمل مع خبير عقاري محلي للحصول على نصيحة متخصصة وتقييم شامل للفرصة الاستثمارية.

ولاشك أنه عند تحليل تكاليف وعوائد العقارات، هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار، و قد تختلف هذه العوامل بناءً على نوع العقار والسوق العقارية المحلية، ولكن فيما يلي بعض العوامل العامة التي يجب أن تنظر إليها مثل تكاليف الشراء ، وكذلك العائد المالي ، و تحديد التوقعات بشأن الإيرادات المتوقعة من العقار، سواء كانت إيجارات شهرية أو دخل من البيع، وكذلك معرفه المخاطر المحتملة مثل الشواغل القانونية أو تغيرات السوق التي قد تؤثر على العائد المالي للعقار ، وأخيرا تحديد التوقيت المثلى للبيع أو الاستثمار في العقار بناءً على توقعات السوق.

هذه بعض العوامل الرئيسية التي يجب أن تأخذها في الاعتبار عند تحليل تكاليف وعوائد العقارات. قد يكون من الأفضل العمل مع مستشار مالي أو خبير عقاري للحصول على تقييم مفصل وتحليل شامل للفرصة الاستثمارية وتقديم نصائح مبنية على الظروف الفردية الخاصة بك.

وأخيرا ، فإن الاستثمار في العقارات يمكن أن يساهم في خلق قيمة مضافة على المدخرات عن طرق الطرق التالية:

زيادة قيمة العقار:

من خلال إجراء تحسينات وترميمات على العقار، يمكن رفع قيمته وزيادة الإيرادات المتوقعة. يمكنك تحديث المطبخ أو الحمامات، أو إضافة غرفة إضافية أو تحسين الديكور الداخلي للعقار. هذه التحسينات قد تزيد من جاذبية العقار للمستأجرين أو المشترين المحتملين، مما يؤدي إلى زيادة قيمته وتحقيق عائدات أعلى.

تأجير العقار بأسعار مناسبة:

قم بتأجير العقار بأسعار تتناسب مع السوق المحلية ومعدلات الإيجار الحالية. إذا قمت بتأجير العقار بسعر معقول وتوفير خدمات جيدة للمستأجرين، فقد تزيد فرص الاحتفاظ بالمستأجرين الحاليين وجذب مستأجرين جدد، مما يزيد من إيراداتك ويعزز العائد على الاستثمار.

استخدام استراتيجيات التطوير:

يمكنك تحقيق قيمة مضافة عن طريق استراتيجيات التطوير مثل تجزئة العقار لعدة وحدات أو إعادة تخطيطه لأغراض مختلفة. على سبيل المثال، إذا كان لديك عقار تجاري قديم، يمكن تحويله إلى مبنى سكني أو مجمع تجاري يلبي الاحتياجات المحلية. هذا يمكن أن يزيد من قيمة العقار ويتيح فرصًا للحصول على عائدات أعلى.

استغلال العوائد الإيجابية للتمويل: يمكنك استغلال الفروق في أسعار الفائدة للحصول على التمويل اللازم للاستثمار في العقارات. إذا كانت أسعار الفائدة منخفضة، يمكنك استخدام التمويل الرخيص لشراء العقارات وتحقيق عائدات أعلى من الاستثمارات المالية التقليدية.

التحكم في العقارات:

يمكنك زيادة القيمة المضافة عن طريق التحكم في العقارات وإدارتها بشكل فعال. بدلاً من الاعتماد على إدارة عقارية خارجية، يمكنك تولي الإشراف وعمل الصيانة بنفسك أو بواسطة فريق إدارة محترف. هذا يمكن أن يقلل من التكاليف ويحسن الأداء المالي للعقارات.

يجدراسة السوق والبحث عن الفرص الجيدة والمواقع الاستراتيجية للاستثمار في العقارات هي أيضًا جوانب مهمة لخلق قيمة مضافة على المدخرات. قم بتقييم العقارات المتاحة بعناية واختيار تلك التي تتوافق مع أهداف الاستثمار الخاصة بك وتوقعات السوق.

من الجدير بالذكر أن الاستثمار في العقارات يحمل مخاطر ولا يضمن الحصول على عائدات مضمونة. قد تواجه تحديات مثل تذبذب أسعار العقارات، الطلب المحدود، تكاليف الصيانة والإصلاح، وتغيرات في السياسات الحكومية. لذا، ينبغي عليك استشارة خبير مالي أو استثماري قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

 

بقلم: أحمد شحاته 

متخصص في ملف التنميه والتطوير العقاري

 

 

 

روابط ذات صلة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.