بقلم: محمد هشام
ها هو الزمان يعطينا فرصه جديده للتقدم ، فهل نستغلها؟ ها هو الزمان يعطينا اشاره بدء السباق بطريقه مبتكره فهل نحن مستعدون؟
منذ بداية الخليقة وتسارع الأزمنة، دائمًا كانت هناك أمم تتسابق وأمم تتخلف. نرى فترة تألق الرومان وحضارتهم، وفترة تألق الفراعنة والعرب، وفترة تألق روسيا واوروبا ومن ثم أمريكا. الآن، نحن في عصر الذكاء الاصطناعي، عصر عالمي وغير مركزي، حيث يتنافس الجميع باستخدام أدوات جديدة.
فرص متساوية
هذا يعطي الجميع فرصًا متساوية، لأنه للمرة الأولى، جميع الأمم متساوية في العلم، نعم، جميعهم يفتقرون للعلم، لا أحد يعرف ما ينتظرنا، ولا يوجد ما يوضح لنا الطريق الأمثل لاستخدام الذكاء الاصطناعي، او بمعني أدق لا يوجد كتالوج !!
هناك ترابط قوي بين ما حدث في العالم بسبب وباء كورونا وما يحدث الآن من طفرة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وهناك أدلة وأحداث تشير إلى أن العالم الذي اعتدنا عليه لن يكون هو العالم الذي سيكبر فيه أولادنا. هناك أحداث مثل استكشاف الفضاء وصناعة الصواريخ التي تسافر وتعود بكل سهولة، وتقنية الميتافرس التي ستمكننا من التواصل بسهولة بين سكان الأرض ومن يعيشون خارجها.
تسارع ليس كأي تسارع سابق
فعلا، تسارع هذا الزمن ليس كأي تسارع مرت به البشرية من قبل. إن التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يفتحان أفاقًا جديدة ومذهلة أمامنا، ومن وجهة نظري، فإن هذه الفترة هي الفرصة الأخيرة التي يتعين علينا استغلالها جيدًا..
يجب أن ندرك أن هذا التسارع الكبير ليس مجرد تغيير في التكنولوجيا، بل هو تحول شامل في طبيعة الحياة والمجتمع. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، وتأثيره سيمتد إلى جميع المجالات بما في ذلك الصناعة والطب والتعليم والخدمات المالية وغيرها. سيغير الذكاء الاصطناعي طريقة عملنا وتفاعلنا وتفكيرنا.
ماذا على الدول الناشئة أن تفعله؟
من وجهة نظري، يجب على الدول الناشئة الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية. إن التسارع في نموها سيكون أكبر بكثير من تسارع الدول المتقدمة، مما يمنحها فرصة حقيقية لتعويض الفجوة وتحقيق تقدم سريع
حتى نستغل هذه الفرصة جيدًا، يجب علينا التركيز على 5 جوانب:
- الاستثمار في البحث والتطوير: ينبغي على الدول العربيه الناشئة تخصيص موارد كبيرة لدعم البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. يجب أن نعمل على تعزيز قدراتنا العلمية وتطوير المهارات اللازمة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- تعزيز التعليم والتدريب: يجب أن نسعى لتطوير نظام تعليمي يركز على تعليم مهارات المستقبل، بما في ذلك البرمجة والذكاء الاصطناعي. يجب أن نمنح الشباب الفرصة لاكتساب المعرفة والمهارات التي ستساعدهم في مواجهة التحديات القادمة.
- تعزيز روح ريادة الأعمال: ينبغي أن نشجع وندعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يجب أن نوفر بيئة مشجعة وملائمة للابتكار والتجارب الجديدة، ونوفر التمويل اللازم لتحويل الأفكار الرائدة إلى مشاريع ناجحة.
- التعاون الدولي: يجب أن نسعى لتعزيز التعاون والتبادل المعرفي بين الدول العربيه، حيث يمكن للدول الناشئة أن تستفيد من تجارب الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. يجب أن نبني شراكات استراتيجية مع الدول والمؤسسات العالمية لتعزيز قدراتنا وتحقيق التقدم المشترك.
- تنمية القدرات القانونية والأخلاقية: يجب أن نضع إطارًا قانونيًا وأخلاقيًا لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل فعال ومسؤول.
العالم العربي
في النهاية، أعتقد أن العالم العربي لديه القدرة والإمكانات الكبيرة للاستفادة من تسارع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. إنها فرصة تاريخية لنا جميعًا لتحقيق التقدم والتميز في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.
علينا أن نتحد ونعمل معًا، بغض النظر عن الدول التي ننتمي إليها، لبناء مجتمعات قائمة على المعرفة والتقنية، حيث يكون للإبداع والابتكار دورًا رئيسيًا في تحقيق التقدم وتطوير المجتمعات.
أهمية دعم رواد الأعمال والمبتكرين
علينا أن ندعم رواد الأعمال والمبتكرين في تحويل الأفكار إلى حقيقة، وتوفير بيئة مشجعة وداعمة للابتكار والاستثمار في الأبحاث والتطوير. يجب علينا أن نستثمر في التعليم وتطوير المهارات اللازمة لمواجهة التحديات القادمة.
فلنتحدى التقاليد والقيود ونتبنى روح الابتكار والتجديد. فلنستعد للمستقبل ونسعى لتحقيق التميز في مجالات العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
لا يجب تفويت الفرصة
إنها فرصة لا يمكن تفويتها، فلنستعد للعب دورٍ فاعلٍ وملهمٍ في خلق مستقبل مشرق للعالم العربي. لنجعل من التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لشعوبنا.
فلنتجاوز الحدود ونحقق الإبداع والتميز، فنحن قادرون على تحقيق الأفضل وأن نكون الرائدون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. لنتحدى العالم ونعيد تعريف المستقبل.
محمد هشام:
رائد اعمال والرئيس التنفيذي لمنصه داجن الرقمية
مقالات أخرى للكاتب: