التكنولوجيا المالية تغير قواعد اللعبة في القطاع المصرفي

البنوك الجديدة أو مصطلح «Neobanks» هو تعريف البنوك لو كانت نشأتها في القرن الحادي والعشرين حيث لم تكن لتحتاج كل تلك التعقيدات في التأسيس وتلك التكاليف الهائلة في نشر الفروع والمراكز الرئيسية وإنما كانت ستعتمد في الغالب على التقنيات الجديدة والتطبيقات للانتشار مع تقليل الاعتماد على العنصر البشري مقابل التوسع في استخدام شاشات الحاسب الآلي والهواتف الذكية.ومن المهم أن يتم ذكر أن مفهوم البنوك الجديدة لا يعتمد فقط على التواجد في دولة واحدة وإنما هو مفهوم عالمي بالاعتماد على بنية تحتية قوية، وهو ما بدات بعض الدول فعلاً في رصده من خلال تهيئة المناخ لتتوافق مع قواعد اللعبة المصرفية الجديدة من خلال المناخ التشريعي كذلك.

وبينما يشهد العالم هذا النمو مازالت بعض الدول تمنح رخص محدودة للبنوك مثل خدمة الشركات المتوسطة والصغيرة فقط، لذلك فإن مفهوم اللعبة الجديدة للبنوك مازال في كثير من الأماكن على الناحية العالمية مازال في مرحلة التطور.

نظرة على القطاع المصرفي الجديدة في الولايات المتحدة

رصدت «فوربس» أكبر 10 بنوك تتبنى هذا المفهوم الجديد، حيث بلغ عدد الحسابات فيها 33.5 مليون حساب مقارنة بـ 10 مليون في اوقات سابقة، إلا أنها حذرت من بعض العقبات التي تواجه البنوك الجديدة ومنها «Dave» الذي يعد واحدصا من تلك البنوك الجديدة من أهم 10 فيها الذي واجه صعوبات في الاستثمار خلال 2021، بالإضافة إلى Moneylion الذي يواجه تراجعًا في السيولة بما يثير قلق المستثمرين.

وكذلك «Varo Bank» الذي قد يدخل في مشكلة كبيرة تتعلق بالتدفقات النقدية خلال 2022 لأن التكاليف التشغيلية لتلك النوعية من البنوك التي قد تكون لا تعتمد بشكل ما على التوسع الفعلي في عدد الفروع لكنها تقوم على الإنفاق ببزخ على جذب العمالة والبنية التكنولوجية، حتى شركة Chime التي تعد واحدة من كبريات الشركات في مفهوم القطاع المصرفي الجديد تواجه كذلك تأجيل لخطط الطرح في البورصة بسبب التراجع في قيمة أسهم شركات التكنولوجيا المالية منذ مطلع 2022.

ولذلك فإنه على الرغم من التفاؤل الذي ساد القطاع المصرفي بشكله الجديد في 2021 فإن 2022 بدأت صعبة على هذه الشركات وربما لن يستطيع العديد منها الاستمرار ومن المؤكد أن هذا القطاع يشهد وقت هام لإعادة التقييم، وسيظهر تأثيير الموجة الحالية واضحًا خلال النصف الثاني من 2022.

انجلترا وأوروبا

منذ الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وأصبح النظر للمملكة المتحدة اوروبا يتم بشكل منفصل ففي إنجلترا مازالت هناك حالة من الصراع بين البنوك بشكلها العريق وبين الشكل الجديد للخدمات المصرفية ولكن مبادرة البنوك المفتوحة التي اتخذتها الدولة حركت كثيرًا في اتجاه البنوك الجديدة.

وفي قارة أوروبا التي تشهد أزمات متتالية بدأت مع جائحة كورونا التي تسببت في إغلاق وراء إغلاق على مستوى القارة، وفي الوقت الحالي ومع موجة التضخم الأعنف منذ أربعة قرون أصبحت الكثير من شركات التكنولوجيا المالية لديها فرصة أكبر على التواجد على الساحة المصرفية، لكن مشكلتها الوحيدة في كيفية تحقيق الارباح من وراء حسابات العملاء في الوقت الذي تعاني فيه من عدم القدرة على إتاحة خدمات الإقراض والتمويل وغيرها من الخدمات المصرفية التقليدية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.