هل أفرطت مصر في تنفيذ المشروعات..؟ رئيس الحكومة المصرية يرد ويلقي الضوء على التجربة الماليزية

سرد إنجازات 9 سنوات

خاص:Fintechgate

استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الإجراءات التى اتخذتها الدولة على مدار أكثر من تسع سنوات من الإنجازات في كل القطاعات، قائلا: «إنجازات لم تحدث منذ عقود بل يمكن القول بدون مبالغة أنها لم تحدث من قرون في هذه الدولة»، مضيفا «نحن اليوم في خضم الأزمة الاقتصادية العالمية والتي سببت تداعيات كبيرة من تضخم وارتفاع أسعار السلع ما جعل الدول وخاصة النامية ومنها مصر تعاني من التضخم وارتفاع الأسعار».

وأوضح، مدبولي خلال كلمته اليوم في مؤتمر حكاية وطن، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن المواطن المصري اليوم يتساءل كيف سنخرج من هذه الأزمة، ومتى تكون مصر دولة مثل بقية الدول التي نراها في العالم وأصبحت أمثلة للنجاح والتقدم، ومتى يمكن لمصر أن تكون دولة متقدمة مثل اليابان وكوريا وماليزيا وغيرها.

التجربة الماليزية

وأكد أن هذه الدول وما حققته اليوم، لم تصل إليه في يوم وليلة، وهو ما يجب أن نعرفه، فماليزيا التي نريد أن نصبح مثلها بدأت تجربتها في 1980 وكذلك سنغفاورة في عام 1959 وألمانيا بدأت من دمار شامل بعد الحرب العالمية الثانية عام 1949 وأصبحت رابع اقتصاد في العالم وأكبر اقتصاد في أوروبا، وكذلك الصين بدأت تجربتها التنموية عام 1978.

قال رئيس مجلس الوزراء، إن الدولة المصرية أنفقت وتنفق أكثر من 9.4 تريليون جنيه لتنفيذ المشروعات، مضيفا أن إفراط الدولة في تنفيذ المشروعات أحد أهم أوجه الانتقاد بعد الأزمة الاقتصادية، متابعا: إنه عند تجميع الناتج المحلي الإجمالي لمصر خلال التسع سنوات الماضية مقابل نسبة الإنفاق ستجد أنها بنسبة حوالي 22% من الناتج المحلي.

وأوضح أن الدول لكي تحقق نهضة تنفق من 20% إلى 40% من الناتج المحلي على المشروعات، يعني أن مصر لا تزال في الحد الأدنى، ولو كانت قدرات الدولة تسمح بالمزيد من الإنفاق لفعلت، مضيفا أن «ما يميز هذه الاستثمارات أنها نفذت في كل مكان بمصر، ولم نترك جزءا في مصر لم تطله يد التنمية»، مؤكدا أن كل التجارب الناجحة للدول المتقدمة قادتها قيادة لديها رؤية وإصرار على التنفيذ.

وأوضح أن الدولة في 2014 أخذت مخطط التنمية وترجمته لستة محاور لكيفية تغيير وجه الحياة في مصر وكيفية عمل بنية تحتية متطورة، وكذلك الاندماج في الاقتصاد العالمي، وتعزيز الأمن الغذائي، وتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية مع برنامج طموح لإصلاح الهيكل الاقتصادي للدولة المصرية.

تغيير وجه مصر

وأضاف مدبولي، أنه فيما يخص تغيير وجه الحياة في مصر، فتم تنفيذ شرايين لتعزيز التنمية بجانب تنفيذ المدن الذكية والتوسع في العمران القائم والقضاء على العشوائيات وتنمية أرض الفيروز، متابعا أنه كان هناك خلل كبير لا تزال الدولة تعمل عليه وهو التوزيع السكاني في أرض مصر، وأن القاهرة الكبرى والإسكندرية وحدهما يضمان 56% من سكان الحضر في مصر.

وأكد أن القاهرة الكبرى واحدة من كبرى المناطق الحضرية في القارة الأفريقية والعالم، بسبب التكدس الكبير، مضيفًا أن المخطط أن تتحول مصر من نسبة المعمور من 7% في عام 2013 للوصول إلى 14.5% في 2050.

وتابع: إن المشاريع المنفذة اليوم على أرض مصر تغطي لنصل إلى 13.8%، أي ما يقارب من 14%، مضيفًا أنه مع اكتمال مشروعات الاستصلاح وتنمية المدن الجديدة ستصل الدولة لنسبة 14% ونعمل بأسرع ما لدينا للوصول إلى هذا الهدف.

واستطرد: إن المخطط بدأ بمناطق محددة هي الساحل الشمالي ومنطقة غرب الدلتا ومنطقة قناة السويس ومناطق الشرق، فوضع كل المناطق التي من المفترض العمل عليها، ولتنفيذ ذلك بدأنا تنفيذ شبكة الطرق ومحاور النيل والسكك الحديدية ومنظومة النقل الجماعي التي تضمن تحقيق كل محاور التنمية.

قال الدكتور مصطفى مدبولي، إن البنك الدولي قدر الخسائر التي تكبدها الاقتصاد المصري في عام 2014 بسبب ازدحام المرور في القاهرة بنحو 8 مليارات دولار سنويا، وستصل إلى 18 مليار دولار في 2030 لو لم يتم التدخل.

البنية الأساسية

وأضاف أن الدولة لكي تصبح متقدمة لابد أن تمتلك البنية الأساسية وشبكة المحاور فهذه ليست رفاهية أو ترفا، مضيفا أن الدولة اليوم تضم 17 ألف كيلومتر طرق سواء كانت إنشاءً جديدا أو رفع كفاءة وتطوير والذي يشبه الإنشاء الجديد، مضيفا أن هذه الطرق رفعت ترتيب مصر لتصبح الـ18 عالميا فيما يخص شبكة الطرق.

وأشار إلى أن أهم مشروع هو محاور النيل، التي تربط الشرق بالغرب، فاليوم تم وضع 34 محورا على النيل، منها 25 محورا انتهت أو ستنتهي وسيتم استكمال الباقي منها خلال العامين المقبلين، والهدف هو الوصول لوجود ربط بين كل 25 كيلومترا للانتقال من نقطة لأخرى.

38 مدينة جديدة

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن شبكة القطارات شهدت ضخ استثمارات لتقديم خدمة جيدة لنقل جماهير الركاب والبضائع، وتم إدخال منظومات جديدة، وفي مترو الأنفاق كان هناك خطان فقط واليوم الخط الثالث يكتمل ومعه الخط الرابع، ودخل القطار الكهربائي الخفيف والمونوريل والقطار الكهربائي السريع والذي يحتوي أيضا شبكة أتوبيسات متطورة.

وأوضح مدبولي، أن الدولة بدأت إنشاء الجيل الرابع من المدن الجديدة أو ما يعرف بـ«المدن الذكية»، وكل مدينة لها هدف لتعمير الساحل الشمالي أو الدلتا والصعيد، مضيفا أن المخطط اليوم أن يكون هناك 38 مدينة ذكية يجري العمل على 24 مدينة، ويتبقى 14 سيبدأ العمل عليهم خلال السنوات المقبلة.

وأضاف رئيس الوزراء، أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة قوبل بالنقد والتشكيك، لكن الخبراء يتحدثون عن حتمية نقل العاصمة من 40 عاما وكان هناك محاولة من الرئيس الراحل أنور السادات لإنشاء مدينة السادات ولم يكتب لها النجاح، وفي 2007 طُلب من وزارة الإسكان انتخاب موقع جديد لحي حكومي جديد، بعد القناعة بضرورة نقل الحي الحكومي.

العاصمة الإدارية

وتابع: أنه تم اختيار 5 مواقع، وكنت مشاركا في اختيارهم، الأول هو موقع العاصمة الحالي، والثاني عمل حي حكومي في شرق مدينة نصر في المنطقة التي يوجد بها اليوم مسجد المشير طنطاوي، على مساحة 700 فدان، أما الموقع الثالث كان في جزيرة الوراق، والموقع الرابع شمال القرية الذكية على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، والموقع الخامس مدينة 6 أكتوبر، ووضعت معايير لكيفية اختيار موقع لحي حكومي جديد لمصر.

واستطرد: انتهى رأي الخبراء إلى أن أفضل موقع هو الموقع الحالي، لأن الخبراء رأوا أن القاهرة دائما ما تنمو شرقا، لذلك يجب استغلال الحي الحكومي لكي يكون نواة لمدينة جديدة شرق القاهرة الجديدة، والبديل الثاني كان حي شرق مدينة نصر، وتم اختياره لأنه الأسهل، رغم أن الخبراء قالوا إنه على المدى البعيد ستواجه الدولة نفس المشكلة، لكن المشروع لم ينفذ.

وأفاد بأنه عندما جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم اطلع على هذا الموضوع واختار البديل الأول لأنه يخدم رؤية ومستقبل مصر، ورغم أنه الأصعب وسيأخذ وقت أكبر لكنه الأصح، فالدولة تنظر لمائة عام للأمام، وهناك العديد من الدول التي بدأت إنشاء عواصم جديدة لها منها إندونيسيا وكذلك الأردن التي تتطلع لنقل تجربة العاصمة الإدارية في مصر.

وأشار إلى إنه تم إجراء حوار مجتمعي حول مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتغير رأي المعارضين له ومنهم الدكتور أسامة الغزالي حرب، الذي قال: إنه كان من المعارضين للمشروع ولكنه من أهم المشروعات التي يجب أن تستفيد منها الدولة المصرية.

إقرأ أيضا:

الرئيس المصري:لم يكن الهدف من قناة السويس الجديدة خدمة المسار الاقتصادي بقدر استعادة الناس ثقتهم بأنفسهم

دكتور محمد راشد يرصد تطورات قطاع التنمية العمرانية في مصر في 10 سنوات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.